«زين» الحاصل على شهادة آيسف عن مستخلص من العناكب
اصطحبته والدته وهو بعمر العامين الى مكان عملها بالمعمل فأخذت أعين الصغير تترقب تحركات الباحثين والأنابيب والمواد والتفاعلات، ليتولد لديه شغف كبير بالعلم منذ نعومة أظافره، ليبدأ بمطالبتها وهو بالمرحلة الابتدائية باصطحابها الى محاضراتها بكلية العلوم جامعة أسيوط، فيختزن بذاكرته الصغيرة كل ما يراه ويدونه، وحين مرضت جدته بالسكري وإصابتها بجروح لا تلتئم بالأطراف، قرر زين العابدين علي، الطالب بالصف الثالث الإعدادي بإحدى مدارس محافظة أسيوط، ألا يقف عاجزًا وأن يبحث عن طريقة يخفف بها آلامها ليبدأ تجاربه على استخراج جل من حرير العنكبوت بتقنية معينة في محاولة قد تؤدي إلى التئام جروح مرضى السكري: «كنت عاوز أعالج جدتي» .
صمم الصغير على أن يحدث تغييرا في المجتمع، فتم تصعيد بحثه الذي حمل عنوان The effect spidroin protein on wound healing period reduction على مستوى المدرسة بمسابقة آيسف للعلوم والهندسة، ثم على مستوى مديرية التعليم بمحافظة أسيوط ثم تصعد على مستوى الجمهورية وأخيرًا ترشيحه لتمثيل مصر بولاية جورجيا بالولايات المتحدة الأمريكية بعد موافقة لجنة أخلاقيات البحث العلمي بكلية الطب جامعة أسيوط عن البحث.
وعن بداية الفكرة يقول طالب أسيوط زين العابدين علي بالصف الثالث الاعدادي في حديثه لـ«الوطن»، إن حبه للعلم ومرض جدته هو الدافع الأول لمحاول مساعدتها في التخلص من الجروح سريعا، فقام بالبداية بجمع حرير العنكبوت من الأشجار والمنازل القديمة ثم قام بغسله بالماء المقطر«dista water»، ثم تركته ليجف في درجة حرارة الغرفة، ليجرب وضع 10 مل « NAOH»، لكل جرام واحد من حرير العنكبوت ووضعه بمرحلة الغليان على 90 درجة مئوية لمدة ساعة واحدة ووضع المادة الناتجة في «center fugue» مرتين في كل مرة يستغرق نصف ساعة ليتم تنظيفه بعدها من أي شوائب ليتم صناعة جيل يعتقد بأن له دور علاجي لجروح مرضى السكري بعد وضعه بـ«SDS PAGE».
وعن الصعوبات كشف «زين» أنه اضطر إلى إرسال عينة من الجل المستخلص من العناكب عينة لتحليلها بجهاز جهاز «lc/ms/ms»، بجامعة «Freiburg» بمعرفة والدته ومشرفته على البحث، وتم استخلاص بروتين «Spidroin» من حرير العنكبوت، معربًا عن آماله في أن يكون له دورا علاجيا خاصة بعد أن نجحت تجربة هذا الجل على الديدان.
وكشف عن أن تجاربه تضمنت حقن الفئران بمادة st » streptozotocin» التي تصيبها بالسكري وتم التجربة على ديدان الأرض لتشابه جلدها مع جلد الإنسان، فتم تقسيم ديدان الأرض إلى مجموعتين، محاولات كثيرة خاضها الصغير خاصة مع بعض الصعوبات بمرض أو موت أحد الديدان وهو ما يعني إعادة التجربة كاملة، حتى نجحت التجربة وتوصلت الى أن مجموعة الديدان التي لم يوضع عليها الجل التئمت جروحها في 12 يوما، بينما الديدان التي تم وضع الجل عليها التئمت جروحها في يومين فقط بنسبة 84%.
وشارك «زين» تجربته التي تكلفت ما يقرب من 23 ألف جنيه بمسابقة آيسف للعلوم والهندسة 2022 بعد تصعيده من محافظة أسيوط، ليتم ترشيحه لتمثيل مصر بجورجيا بالولايات المتحدة الأمريكية غير أن تأخير استخراج الأوراق المطلوبة لم يمكنه من المشاركة، لكنه لم يستسلم وقرر استكمال تجاربه وتطويرها لإعادة المشاركة مرة أخرى العام المقبل إذ أنه مازال يقوم بتطوير فكرته، بحسب ما أكده.
وتؤكد والدة «زين» الدكتورة فاطمة الزهراء عبد الحميد أستاذ مساعد قسم علم الحيوان كلية العلوم جامعة أسيوط والمشرفة على مشروعه بمسابقة آيسف لـ«الوطن»، أنها تحمست لفكرة زين خاصة وأنه بالآونة الأخيرة تم إعطاء المزيد من الاهتمام للفوائد الطبية المحتملة لحرير العنكبوت، معربة عن سعادتها بما وصل إليه نجلها وفخرها بما يقوم به واهتماماته العلمية وحصوله على ترشيح مسابقة آيسف.
تعليقات الفيسبوك