يستمر المارة في الحركة، تعلو أصوات أحذيتهم وثرثرتهم، بينما هو وابنته بجانبه، لا يباليان بشيء، ينهمكان في تخطيط لوحة جديدة من لوحاتهم، على رصيف شوارع وسط البلد، يجلسان بأدواتهم ولوحاتهم، يمسكان بالفرشة، ثم يضعان اللمسة الأولى داخل الورقة البيضاء، التي تتحول مع مرور الوقت إلى منظر جمالي، أو «بورتريه» لصورة أحد الأشخاص.
عم مصطفى أحمد، يجلس هو وابنته «لبنى» بمنطقة وسط البلد بالقاهرة، يرسمان اللوحات لبيعها للمارة، إذ يعتبر الشارع هو معرض كبير، يسير فيه الملايين يوميًا، يشاهدون لوحاته ويستمتعون برسوماته، يحكي عم مصطفى لـ«الوطن»: «اخترت الشارع لأن وأنا في البيت، بحس كأني محبوس، يعني المشكلة مشكلة خيال، الواحد في أي مكان بيستمتع وبيكون عنده خيال، والشارع كأنه معرض، مكان كبير بيمر فيه كل الناس».
عم «مصطفى»: «الرسم عندي عبارة عن نبضات قلبي»
رغم صوت الضوضاء بجوار عم «مصطفى» أثناء جلوسه، إلا أن داخل عقله هدوء وتركيز على لوحاته، لا يعط بالًا لكل ما يدور حوله، يحرك عقله ريشته، وتظهر أفكاره على لوحاته، مؤكدًا، أن الرسم بالنسبة له كالقلب، يضخ الدم إلى كافة أنحاء الجسد، وإذا توقف، يموت: «الرسم عبارة عن نبضات قلب، شغال علطول، والرسام بيحصل على متعة كبيرة وهو بيتأمل وجوه البشر، يقعد يبص للي رايح واللي جاي، يبص للعيون، والشفاه، والشعر، بيعيش في شخصيات الآخرين».
أولاد عم «مصطفى» يهوون الرسم.. «ولدوا في بيئة فنية»
لدى «مصطفى» 3 أولاد، أحمد ومحمود ولبنى، جميعهم يهوون الرسم ويعشقونه كوالدهم، تنزل معه ابنته «لبنى» فقط: «أولادي الـ3 عندهم موهبة الرسم، وحاجة طبيعية إن الواحد لما ينشأ في بيئة فنية، يكون عنده الاستعداد التام إنه يكون فنان ويتعلم، ولازم الإنسان يكون عنده إرادة ورضا، لازم يكون عنيد ويتحدى نفسه ويؤمن باللي بيعمله».
تعليقات الفيسبوك