طبق الكوارع- تعبيرية
«الكوارع»، أحد الأكلات الشعبية الشهيرة على المائدة المصرية والتي يعشقها الكثير بشوربتها التي تعد بطريقة خاصة، والبعض يعتقد إنها طعام حديث لكن في حقيقة الأمر أن أول طبق تم إعداده في التاريخ من شوربة الكوارع كان ببصمة المصري القديم.
الدكتورة منال عز الدين، مؤلفة كتاب «ورا كل أكله حكاية»، كشفت في عملها أن الكوارع تعد من الأكلات الشائعة والقديمة، مؤكدة إنها أكلة مصرية اكتشفت أيام الفراعنة تحديدا أيام الفرعون «سخم خت» من الأسرة الثالثة، والذي كان يحب الأكل كثيرا وفي يوم تمرد على الأكل وطلب من الطهاة إعداد أكلة جديدة غير مألوفة، فقرر أحد طهاته أن ينظف أرجل الحيوانات ويقدمها له بعد سلقها في شكل «شوربة».
وعن الكواليس وراء ظهور طبق الكوارع المسلوق، ذكر المؤلف «كاثي ك.كوفمان»، في كتابه «الطبخ في الحضارات القديمة»، أن في المملكتين القديمة والوسطى كان الفرعون بوصفه الملك والكاهن الأكبر في البلاد يمتلك جميع أرض مصر وماشيتها، في الأقل من الناحية الإسمية، وكجزء من دينامية الحراك بين الفرعون والإداريين التابعين له، بمن فيهم الكهنة الذين تساعد أعمالهم في دوام أفضال الآلهة، كان هؤلاء المسؤولون يمنحون الأراضي باسم الفرعون والموارد لتربية الماشية لاستعمالهم الخاص.
وبحسب ما جاء في كتاب «الطبخ في الحضارات القديمة»، فإن استهلاك لحوم البقر كان مقصورا على الطبقات العليا؛ أما من دون النخب فربما كانوا يأكلون لحوم البقر كجزء من حصصهم، وبحلول المملكة الجديدة تغير هذت النظام واتسعت ملكية الأراضي والقدرة على تربية الحيوانات الكبيرة خارج حدود النخب.
وتكشف العديد من الرسومات الفنية عن المصريين وهم يحمصون بالأسياخ مفاصل كبيرة من لحوم البقر أو يغلوها السيقان في مراجل واسعة، متضمنة هذه الوصفة كوارع البقر التي كانت تقطتع للاستخدام الفردي مع الإبقاء على العظم فيها.
تعليقات الفيسبوك