يقبل رمضان حاملًا معه طقوسًا عديدة للاحتفال به، تختلف من شخص لآخر لاستقبال الشهر الكريم، فلا يقتصر هذا الشهر على إقامة الشعائر الدينية فحسب، بل يأخذ منظورًا مختلفًا عند الأدباء اللذين يروون طقوس الاحتفال بشهر رمضان في مؤلفاتهم، من بينهم بالأديب طه حسين، الذي كان لديه طقوس خاصة خلال شهر رمضان المبارك، والذي سردها في كتابه «أحاديث».
تجربة «طه حسين» في الاحتفال برمضان
عبر طه حسين في العديد من مؤلفاته من بينها كتاب «أحاديث» عن الأجواء الرمضانية التي كان يعيشها خلال احتفاله بشهر الصوم، ليسردها بأسلوب مميز وشيق في واحد من فصول الكتاب، الذي كان يحمل كل منها قصة مختلفة عن واحده من الأمور التي تشغل القراء آنذاك.
وصف عميد الأدب العربي، طه حسين تجربته في قضاء رمضان برفقة أصدقائه، قائلً:ا «ومضينا إلى الأزهر ونحن نقدر أننا سنجد فيه تلك الصورة التي ألفناها، وسنسمع فيه ذلك الدويّ الذي عرفناه، وأن سنختلط به اختلاطًا، ونمتزج به امتزاجًا، ونقف فيه كما كنا نفعل أيام الشباب وقفات فيها الجد الخصب، وفيها هزل يشوبه الحب والعطف».
الانتقال بين الحلقات
فكان يعيش تجربة مختلفة يسودها جو من الألفة والمحبة بين أروقة الأزهر، للاحتفال بالأجواء الرمضانية، إذ يجمع الأزهر عددا من المقامات والمساجد، بالإضافة إلى معالم مصر الإسلامية التي تجعلها مميزة إلى حد كبير خاصة خلال شهر رمضان، فيسرد معبرًا عن جولته «نتنقَّل بين هذه الحلقات المنبثة في أرجائه نسمع لهذا الشيخ وهو يقرأ الحديث أو التفسير أو يقص قصص الوُعَّاظ فيعجبنا صوته وإلقاءه وفهمه وإفهامه فنعجب به ونبسم له، ونتجاوزه إلى ذلك الشيخ فيضحكنا صوته أو إلقاؤه أو لازمة من لوازمه أو بعض ما يدفع إليه من الخطأ في الفهم أو السخف في الإفهام فننصرف عنه ضاحكين متفكهين، حتى إذا قضينا من هذا كله أربًا خرجنا وقد ذكرنا أنفسنا وسعدنا بلقاء تلك الأيام العِذاب».
تعليقات الفيسبوك