عُرف الأديب نجيب محفوظ بحبه للكتابة والإبداع وانشغاله بها في معظم أوقاته ولكن على الرغم من ذلك إلا أن طقوسه كانت تتغير عند قدوم شهر رمضان المبارك، إذ كان يتوقف صاحب «الثلاثية» عن الكتابة تماماً للتفرغ للروحانيات والعبادة والقراءة، إضافة إلى قضاء سهرات ليالي الشهر الفضيل على مقهى الفيشاوي حتى مطلع الفجر.
طقوس رمضان عند الأديب نجيب محفوظ
تحدث الأديب الراحل عن مظاهر الاحتفال بقدوم شهر رمضان المبارك وأيام العيد في الحارات الشعبية التي كان يعشق الجلوس بها قائلا: «أنا لا أنسى أبداً مظاهر الاحتفال بشهر رمضان وأيام العيد في بيت القاضي كنت أشعر بالتجلي في أقصى درجاته، ولا يزال هذا التجلى موجوداً في الحارات الشعبية القديمة»، ذلك بحسب ذكره الكاتب والناقد الراحل «رجاء النقاش» في كتاب صفحات من مذكرات نجيب محفوظ.
وصف الأديب نجيب محفوظ الأجواء الرمضانية في شوارع الحسين وخان الخليلي قائلًا: «في نهار رمضان كنت تجد كل شىء هادئاً، المقاهى والمحلات مغلقة احتراماً للصائمين، ثم يختلف الأمر فى الليل: السهر حتى الفجر، والأطفال فى الشارع بالفوانيس، والإضاءة فى كل مكان، وكأن هناك مهرجاناً لا ينقطع طوال الليل».
نجيب محفوظ يحتفل بقدوم شهر رمضان في حي الجمالية
كان نجيب محفوظ يحرص على زيارة حي الجمالية في شهر رمضان مع والدته وأيضا زيارة منطقة الحسين وذلك بعد انتقالهم إلى حي العباسية، كما أنه كان يقدم هو وأصدقائه من العباسية إلى هناك مشيًا على الأقدام، وحينما يتذمر أحدهم يقنعه محفوظ قائلًا: «رمضان له مذاق خاص في الحسين».
تعليقات الفيسبوك