في دكان تفوح من جدرانه رائحة الأصالة والتاريخ الطويل الذي بدأ فيه مهنة صناعة «بابور الجاز»، يقف عم متولي أمام شعلة من لهيب النيران، ممسكًا بالمطرقة فيده اليمنى، و«البابور» في يده الأخرى يدق بعض طرافه حتى يصلح ما به من عطب، ويسوي ما أصابه من خلل.
عم متولي تخطى عمره الـ70 عامًا وما زال يحافظ على المهنة التي ورثها من والده خوفًا عليها من الاندثار، إذ يعمل بمهنة «سمكري بابور الجاز»، منذ سنين طويلة، وهي المهنة التي لا يكاد أحد يعمل فيها الآن، لتكون في عداد المهن شبه المنقرضة.
بقالي 40 سنة وبحافظ على مهنتي من الاندثار
يسكن عم متولي مدينة المحلة الكبرى إحدى مدن محافظة الغربية، تعلم هذه المهنة من والده الذي ورثها له منذ أكثر من 40 سنة: «أنا في المهنة دي من يوم ما جيت على الدنيا، وبقالي 40 سنة بحاول أحافظ عليها من الاندثار ومش هقدر أتخلى عنها» حسب ما روى لـ«الوطن»، إذ تمثل له مصدر الرزق الوحيد.
«بابور الجاز» المكون الرئيسي للبيوت قديما
لم يكن يخلو بيت قديمًا من بابور الجاز، إذ كان هو المكون الرئيسي الذي يتم طهي أصناف الطعام عليه بمختلف أشكالها: «بابور الجاز كان أهم شيء في جهاز العروسين، وكان حاجة أساسية في الجهاز، وجزء أساسي في البيت»، مضيفًا أن كل بيت قديمًا لم يكن يخلو من بابور أو اثنين: «النهاردة مفيش حد بيعرف يولع بابور الجاز، واستخدامه الوابور ما بقاش متواجد زي زمان».
تعليقات الفيسبوك