أتيليه ماري جرجس
تزامنًا مع مبادرة «أخلاقنا الجميلة» التي أطلقتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والتي تؤكد على الأخلاق التي تربينا عليها، وأمرت بها جميع الأديان السماوية كحسن التعامل مع الجيران، ومساعدة المحتاج، وغيرها، قررت الصيدلانية «ماري جرجس»، أن تفتح أبواب الأتيليه الخاص بها لتوزيع الملابس مجانًا لكل محتاج من الكبار والأطفال.
في كل أسبوع تُذكر «ماري»، متابعيها على «فيسبوك» بمواعيد استقبال غير القادرين لتوزيع الملابس عليهم مجانا، وذلك بعبارة تقول «الأتيليه الخدمي مجاني للجميع بدون تمييز.. صلوا من أجل الخدمة»، إذ ينقسم الأتيليه إلى محلين متجاورين، يقدم أحدهما ملابس عادية للبيت والخروج، والآخر يختص بتقديم الفساتين السواريه للنساء والبدل الرجالي، وملابس الأطفال، وفقًا حديث «ماري» لـ«الوطن»: «كل الملابس بتقدمها مجانًا.. والسواريه بنقدمه استعارة للمناسبات بالمجان أيضًا».
بدأت فكرة المشروع الخدمي، عندما قررت «ماري» وبناتها عرض الفساتين السواريه الخاصة بهم للاستعارة لغير القادرين في محافظتهم السويس، لتفاجأ بإقبال كبير وتشجيع من المحيطين بها، حيث قررت إحدى صديقاتها المالكة لأحد الأتيليهات أن تقدم لها العديد من الفساتين دعمًا لفكرتها الخيرية: «الخير جاب خير والأتيليله اتملى فساتين»، كما عرضت عليها أحدى جيرانها تُدعي «أم حبيبة»، وهي صاحبة مغسلة، أن تقوم بتظيف وغسل الملابس المُتبرع بها قبل عرضها للمحتاحين، حتى يتم تقديمها بصورة مناسبة تسعد الجميع.
أكثر ما يسعد الدكتورة ماري، صاحبة الـ52 عامًا عندما تذهب لافتتاح المحلات في الصباح الباكر، هو أن تجد العديد من النساء والأطفال الذين يُقبلون من محافظات عدة، في انتظارها من السابعة صباحًا، بما يُجعلها تشعر بعظيم ما تصنعه وتقدمه: «العطاء هو سر الحياة.. أي لبس بنقدمه لازم يكون نضيف ومهندم لأخواتنا»، مؤكدة أن الخير والعطاء سيستمران حتى بعد موت الإنسان، وهذا ما حدث عندما تستقبل مغسلة «أم حبيبة»، الملابس أسبوعيًا لتنظيفها حتى بعد وفاتها: «جوزها قال كل حاجة هتستمر زي ما كانت موجودة.. كأنها معانا بعملها الخيري».
تحرص «ماري» خلال الأعياد والمناسبات التي تخص المسلمين والمسيحيين أن تشتري ملابس جديدة وتُقدمها للمحتاجين، خاصة من الأطفال، حتى تُدخل السعادة على قلوبهم، ودون حرمان: «بنهتم نقدم اللبس في شنط جديدة وبشكل حلو علشان الطفل ميعرفش أنها ببلاش.. وربنا بكرمه بيملالنا المحل كل أسبوع».
تعليقات الفيسبوك