إغلاق تام في أغلب مدن العالم، الكل يسير بحذر مرتديًا الكمامة وزجاجة الكحول لا تفارق أحدًا، العمل من المنزل وفرض الحظر والمحلات تغلق في مواعيد محددة، ذلك هو الوضع الذي استيقظ سكان الكرة الأرضية عليه بين ليلة وضحاها منذ نحو عامين، فلم يكن في مخيلة أحد أن هناك وباءً سينتشر مثل النار في الهشيم ويجبر الملايين على الجلوس في بيوتهم، وبينما الكثيرون يعانون من الملل والوحدة بسبب بقائهم في منازلهم نتيجة التباعد الاجتماعي، كان لـ«معاذ» رأيًا آخر، إذ استغل تلك الفترة في تنمية مهاراته والحصول على العديد من الدورات التدريبة، ليؤلف كتابًا متخصص في التنمية البشرية وهو في عمر الـ17 عامًا.
منذ عامين وتحديدًا في 2020، شهد سكان العالم بداية أسوأ جائحة مرت عليهم وهي تفشي فيروس كورونا، لتواجه حكومات الدول ذلك الوباء بفرض التباعد التباعي وعدم النزول إلى الشوارع إلا للضرورة القصوى وفقًا لما أوصت به منظمة الصحة العالمية، ليقرر معاذ تامر عبدالخالق الذي كان يبلغ من العمر وقتها 17 عامًا، استغلال فترة البقاء في المنزل في الحصول على العديد من الدورات التدريبية بلغت نحو 30 دورة في مختلف المجالات بينها أساسيات البرمجة، تنظيم الوقت والجرافيك: «أخدت حوالي 30 كورس وقتها في كل المجالات اللي كنت حابب أتعلمها، ولاحظت إن عندي إضافات ممكن أقولها بس مكنش أدامي مكان أنشر فيه اللي عايز أقوله واتناقش مع الناس».
«معاذ» 19 عامًا ويؤلف كتاب في مجال التنمية البشرية
يروي ابن التاسعة 19 عامًا ويعيش في منطقة شبرا مصر بالقاهرة، أنه قرر التطوير من ذاته وعدم الاكتفاء بالجلوس في المنزل، واستغلال وقته في تعلم المهارات المختلفة، ولاحظ خلال تلك الفترة أن أغلب كتب التنمية البشرية قائمة على الترجمة أي تناقش المشكلات التي يواجهها المجتمع الغربي وبالتالي يكون الأمر مختلفًا عما قد يعاني منه الشباب المصري: «بدأت أفكر في المشكلات اللي بتمر على المجتمع المصري والشباب بوجه عام بجميع أعمارهم، وبدأت ألف الكتاب»، بحسب حديث «معاذ» لـ«الوطن».
يعتمد الكتاب على شقين، أحدهما باللغة العامية الدارجة والآخر باللغة الفصحى كي يكون الأمر مفهومًا وأكثر سهولة للشباب، إذ يعتمد الجزء الأول على طرح عناوين المشكلات وحلها بشكل بسط بالفصحى، بينما الجزء الثاني يعتمد على اللغة العامية: «الكتاب فيه زي برواز أو Frame عبارة عن عرض للمشكلة والحل بتاعها، والكتاب نفسه عبارة عن 5 شباب بيتكلموا مع بعض في المشكلات اللي بتواجههم زي التسويف أو البطالة، وحل المشكلة بشكل مبسط بوسيلة الشباب بجميع أعمارهم يقدروا يفهموها».
«معاذ»: والدي الداعم الأكبر ليا
«والدي لما شاف أوراق الكتاب اللي كتبتها مفرحش إني ألفت كتاب، بالعكس بدأ ينتقدني ويوجهني وكان بياخد آراء أصحابه في اللي مكتوب ويشوف هل المشكلة فعلا حلها كده وهل صح اللي أنا كاتبه ولا وكان الداعم الأكبر ليا، وبحاول في الكتاب إني أوثق حل المشكلة بتجربة عملية سواء أنا مريت بيها أو اتعلمت الحل ده في مكان أو من حد»، في بداية تأليف الكتاب كان عدد صفحاته 300، وحاول الطالب بكلية تجارة بجامعة عين شمس عرضه على دور النشر إلا أن نصحه أحد الأشخاص العاملين بوزارة الثقافة في تقليل عدد كلماته: «الكتاب قسمته على جزأين، الجزء الأول 140 صفحة وبالفعل اتفقت مع دار نشر وهيتم طرحه قريب».
بخلاف تأليف الكتاب، نشر «معاذ» العديد من المقالات المختلفة في بعض المنصات التعليمية، وألقى حاضرة من قبل في منصة «تيد» العالمية الشهيرة: «بحاول أنمي مهاراتي دايمًا، وحاليًا أنا مسؤول عن مواقع إلكترونية مختلفة، ونفسي الشباب يحاولوا يطوروا منم نفسهم وميستسلموش للأمر الواقع ويلاقوا حلول للمشكلات اللي بتواجهم».
تعليقات الفيسبوك