شعور بالفخر يظهر تدريجيا في ابتسامة تملأ وجهه، عندما يقف أشرف عبد الفتاح في مدخل مكتبته بمنطقة سور الأزبكية، إذ حقق حلمه الذي رافقه منذ طفولته بالعمل في مهنة بيع الكتب، واستمر فيها لمدة ربع قرن حتى صارت مكتبه أشهر من نار على علم في المنطقة بحسب تعبيره.
«في ناس كتير بتشتغل الشغلانة دي إما وراثة علشان يحافظ على شغل والده، أو أنها بتكون بالنسبة له مجرد مصدر رزق وخلاص، لكن أنا الشغلانة حلمت بيها من وأنا عندي 15 سنة، وحتى بعد تخرجي من كلية التربية الفنية رفضت اشتغل بشهادتي وقولت لازم أفتح مكتبة».. كلمات أشرف حول سبب عشقه للكتب.
لا يهمني المكسب المادي
منذ عامه الجامعي الأول، لم يتردد «أشرف» في العمل بمكتبات سور الأزبكية كمتدرب بهدف اكتساب الخبرة، وبعد تخرجه فتح مكتبة أطلق عليها «فنون»:«العمل في مجال الكتب بيحقق لي السعادة النفسية، وساعات بفكر أني لو اشتغلت أي حاجة تانية كنت ممكن اكسب فلوس كتير، لكن أنا مش فارق معايا المهم بعمل الحاجة اللي بحبها».
أشرف 47 عاما، سور الأزبكية معلم ثقافي وحضاري في مصر لا يقل أهمية عن المعالم السياحية الأخرى، يقدم خدمة ثقافية للشباب من محبي القراءة سواء مصريين أو عرب:«أولا هنا القارئ والباحث ممكن يلاقي كتب متنوعة في أي مجال يحبه، كمان الأسعار رخيصة جدا مقارنة بأسعار الكتب في المكتبات دي أحيانا بتوصل لجنيه واحد».
لا يوجد ارتفاع أسعار في سور الأزبكية
لا يوافق أشرف على الآراء التي ترى أن هناك ارتفاع أسعار الكتب في سور الأزبكية، مؤكدا أنه لا توجد أي مقارنة بين السور وبين المكتبات:«الكلام ده مش حقيقي إحنا بنرفع حاجة بسيطة علشان بس الأسعار اللي زادت، لكن اللي بييجي السور هيلاقي إقبال كبير من الطلبة والأهالي لشراء الكتب المستعملة والمرتجعات العلمية لأنها تباع عندنا بربع سعرها بره»
التغيير الحقيقي الذي حدث من وجهة نظر «أشرف» هو أن إقبال القراء لم يعد فقط على الروايات والقصص القصيرة للأدباء المصريين مثل إحسان عبد القدوس أو يوسف السباعي وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ، بل ظهر نوع جديد من الأدب الذي يستحوذ على انتباه الشباب وهو أدب الرعب والفانتازيا وكتب التنمية البشرية، بالإضافة إلى الكتب التي تحولت إلى أفلام سينمائية.
بعد مرور 27 عاما من العمل في مجال بيع الكتب، كل ما يتمناه «أشرف» أن يطور منطقة سور الأزبكية بشكل يليق بتاريخها: «نفسي تتحول لمركز ثقافي يلاقي فيه الفنانين والكتاب المبتدئين متسع يبدأوا فيه موهبتهم ويحتضنهم علشان يكون له تأثير كبير في الثقافة في مصر».
تعليقات الفيسبوك