«مجمع محاكم، قرية سياحية، مركز إشعاع حضاري، وقرية أولمبية».. 4 مشروعات اقترحها قسم عمارة بكلية الفنون الجميلة بجامعة أسيوط، على طلاب السنة النهائية، لتنفيذها كمشروعات تخرج، اختار منها الطالب «بيتر سمير موسى» مشروعا لحل أزمة كبيرة في محافظته، التي تعاني من زحام شديد في مجمع محاكم أسيوط، دمج فيها الحضارة المصرية الأصيلة بالواقع المعاصر، حيث وضع الطالب صاحب الـ24 عاما، تصورا لمجمع محاكم بـ«روح فرعونية».
5 سنوات قضاها «بيتر» في كليته، التي خرّجت مهندسين بارزين، على رأسهم شيخ المعماريين حسن فتحي، درس فيها الجوانب الفنية للعمارة التي تدرسها كليات الهندسة، ومع اقتراح مشروعات التخرج من قبل الجامعة، اختار الأنسب لمحافظته، يقول لـ«الوطن»: «الطالب بيعمل جولات ميدانية ودراسات عن المشروعات اللي ممكن تكون مفيدة للمحافظة».
علامة مميزة
ازدحام مجمع المحاكم، وعدد القضايا الذي قد يتجاوز 1000 في اليوم الواحد، أسباب دفعت «بيتر» لاختيار مشروع مجمع المحاكم، مقترحا تنفيذه في مدينة أسيوط الجديدة، وتحديدا خلف مديرية الأمن الجديدة «تحت الإنشاء»، ليكون علامة مميزة في المدينة الجديدة من جانب، ويخفف الضغط على مجمع المحاكم الرئيسي في أسيوط من جانب آخر، موضحا أنّ نموذج المحكمة الدستورية الواقعة في قلب القاهرة على كورنيش النيل، وتصميمها المميّز الذي يجذب كل ما ينظر إليها، كان دافعا له لتصميم نموذج مشابه في محافظته الواقعة في جنوب الصعيد.
التصميم الذي وضعه الشاب العشريني، يضم «محكمة ابتدائية، محكمة استئناف، مبنى نيابة، محكمة أسرة، وشهر عقاري»، ليكون المجمع متكامل ويقدّم جميع الخدمات التي يحتاجها المواطن، واختار له «الطابع الفرعوني» لإضفاء الهيبة والوقار، يقول: «اقتبست التصميم من المعابد المصرية القديمة، عملته على 3 مسارات حركة زي اللي كانت موجودة في المعابد القديمة، المكان العام، ومنطقة وسيطة ومنطقة خاصة بالقضاة».
بهو مفتوح
يشرح الشاب العشريني تفاصيل التصميم، قائلا إنّ المدخل سيكون عبارة عن بهو مفتوح يتشابه مع تصميم المعابد، لمنح الزائرين الشعور برمزية المكان، وحرص على علاج مشكلات الطقس، باستخدام الزجاج والحوائط المزدوجة لمعالجة المناخ الحار، والفتحات الطويلة والزجاج المتحرك بالكهرباء، لتوزيع الهواء في المكان بشكل مثالي، كما استخدم العمود الفرعوني والمقياس التذكاري للمعابد، كي يشعر الإنسان بالضآلة أمام القياس ذاته.
تخفيف الزحام
الإضاءة الليلية كانت أحد الأشياء التي حرص «بيتر» على توظيفها بالشكل الأمثل في تصميمه، لتكون قريبة من المعابد، كما قلّل الارتفاعات في المكان لتجنب الزحام، ليصبح كل مبنى مكون من طابقين فقط، ورغم أنّ المبنى ليس مرتفعا، إلا أنّه أدرج في تصميمه «الأسانسير»، للتيسير على كبار السن وذوي الهمم، معربا عن أمله في أن يطبّق المشروع على أرض الواقع.
يرى «بيتر» أنّ مصر غنيّة بالعقول العظيمة، التي تحتاج إلى الدعم: «المعماري الأجنبي مش أفصل من المعماري المصري، بلدنا فيها كفاءات مميزة، زي الدكتور حسن فتحي، والمهندس أحمد ميتو، كمان المعماري الأجنبي مش عايش معانا ولا يعرف المشاكل اللي عندنا، وممكن تصميماته متكونش مناسبة لطبيعة بلدنا وحضارتها».
طموح الشاب الذي يقف على عتبات الحياة المهنية، بعد انتهائه من الدراسة في كلية الفنون الجميلة قسم العمارة بتقدير عام جيد جدا مع مرتبة الشرف، ومشروع تخرج بتقدير امتياز، لم يقف عند مجمع المحاكم، لكنه يحلم بالمشاركة في تصميم استاد الأهلي: «ممكن أشارك في القرية الأولمبية اللي هيعملها النادي الأهلي من غير مقابل، الأهلي كبير وعظيم».
يتمنى «بيتر» أيضا لقاء محافظ أسيوط، أو مسؤول من وزارة العدل، لإطلاعه على تصميمه لمجمع المحاكم: «بحلم يكون التصميم عامل جذب في أسيوط الجديدة، عشان نقلل الزحام في المجمع الأصلي ونوفر وقت الناس».
تعليقات الفيسبوك