تجربة فنية مختلفة دامت لـ12 يومًا خاضها الشاب العشريني مينا إسحاق، ابن محافظة المنيا، في تشكيل تمثالًا لمحمد علي باشا، الذي تطلب منه قراءة وبحث كثير لفهم أبعاد تلك الشخصية التاريخية، ونظرتها الهادئة والحادة في آنٍ واحد، إلى جانب مقاسات الجسم وشكل الملابس، حتى خرج التمثال إلى النور ليستقر في ساحة المتحف الحربي بقلعة صلاح الدين.
نحت تمثال لمحمد علي باشا
روى «مينا»، صاحب الـ27 عامًا، خلال حديثه لـ«الوطن»، أنه نحت تمثالًا لـ محمد علي باشا بناءً على تكليف مباشر من مدير المتحف الحربي بقلعة صلاح الدين منذ نحو 3 أشهر، ليتم وضعه في ساحة المتحف المُقام في الأساس على قصر محمد علي باشا، واستطاع إنهاء التمثال في غضون 12 يومًا.
«كان لازم أعمل حاجة تليق بالمتحف الحربي وعظمة محمد علي».. قالها «مينا»، ابن قرية البرشا بمركز ملوي محافظة المنيا، موضحًا أن خطوته الأولى لتشكيل التمثال كانت بالبحث والقراءة المُتعمقة حول محمد علي لمعرفة أبعاد تلك الشخصية التاريخية وطريقتها في الحركة والتعبير عن مشاعرها ونظرتها التي تتسم بالهدوء والحدة في الوقت ذاته، إلى جانب التعرف على مقاسات وحجم الجسم وطريقة اللبس، مضيفًا أن كل ذلك ساعده على إنتاج التمثال بشكل دقيق وأقرب إلى الواقعية.
بعد البحث الكثير حول شخصية محمد علي، راح الشاب العشريني، الذي تخرج في كلية فنون جميلة جامعة المنيا قسم نحت عام 2019، يبدأ في تشكيل كاريكاز حديدي ليضع بداخله الكُتل الطينية مكونًا الشكل المبدئي لعمله الفني، ويبدأ بعدها في عَمل اسطمبة للتمثال من الجبس ومن ثم تحويل الطين إلى مادة فايبر جلاس: «بعد كده بدأت أحدد التفاصيل الدقيقة في التمثال زي رسمة العين والنظرة وبعض التفاضيل الدقيقة التانية»، واختتم آخر مراحل تجربته الفنية من خلال تلوين التمثال لإعطائه شكلًا جماليًا.
وضع التمثال بالمتحف الحربي
«كنت بشتغل 15 ساعة كل يوم، والحمد لله قدرت أخلصه في 12 يوم متواصل، وده أول تمثال يتعمل لمحمد علي بكامل جسمه»، وفقًا لـ«مينا»، وأنه يشعر بالفخر والسعادة لوضع عملًا فنيًا يحمل بصمات يديه بالمتحف الحربي ووسط مجموعة من الأعمال لفناني النحت العالميين: «كله بفضل ربنا، وأتمنى إني أفضل أطوَّر من نفسي دايمًا وأقدم الأفضل».
تعليقات الفيسبوك