ما زال الحزن الشديد يسيطر على محافظة الإسكندرية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، عقب وفاة يوسف راضي «أشيك بائع فريسكا في مصر»، بعدما تعرضه لحادث سير أثناء ذهابه إلي الساحل الشمالي لبيع «الفريسكا» هناك كما كان معتادًا منذ سنوات، ليلقى ربه بعد رحلة عناء وشقاء تحدى خلالها ظروفه القاسية، حتى يستنى له جني الأموال من رزق حلال يدخله على أهل بيته.
ولم يكن يتوقع الشاب صاحب الـ32 عامًا، أن تكون نهايته حزينة بهذا الشكل الذي أثر في الجميع، وتحديدًا رواد السوشيال ميديا الذين اعتبروا أن موته بمثابة صدمة قوية لأنه رحل شابا ولم يتمكن من تحقيق حلم حياته بأن يصبح رجل أعمال ويؤسس شركة خاصة.
مرض وراثي أخفاه «يوسف» عن محبيه
لم يكن يوسف راضي يتحدث كثيرًا عن مرضه الوراثي على الرغم من معاناته المستمرة مع مرض «الروماتيزم» الذي ورثه هو وشقيقه عن والده، ولم يكن أحدًا يعلم أن هذا الشاب الذي يقف بالسويعات الطويلة في الشارع دون راحة، لا يتمكن من الوقوف المباشر مع الاستيقاظ دون أن يتكئ على أحد ويظل فترة طويلة حتى يتسطيع الوقوف بشكل متزن دون أن يسقط فجأة.
علي الرغم من طبيعة مرض الروماتيزم إلا أن بائع الفريسكا لم يكن يكترث بالألم الشديد الذي يشعر به يوميًا بسبب مرضه، لم يكن يفكر سوى في إسعاد أسرته الصغيرة، وتوفير نفقاتها دون أن يلجأ لأحد، وهنا قرر النزول إلى الشارع لبيع الفريسكا التي كانت سببًا في شهرته الكبيرة.
بملابس مهندمة ووجه بشوش وتعبيرات حركية تدل علي الرضا بالحال، كان يقف «يوسف» في أحد ميادين محافظة الإسكندرية لبيع الفريسكا، قبل أن ينتقل إلى القاهرة، وهو الأمر الذي جذب الجميع إليه، نظرًا لأنه كان يهتم بمظهره بشكل كبير، إلي جانب تعامله مع الجميع بأسلوب راقي ما كان سببًا في خلق مساحة تعاطف معه بعد إعلان أسرته نبأ وفاته.
الحزن سيطر على محمد الحفناوي، من محافظة الإسكندرية بعدما علم بوفاة أشيك بائع فريسكا في مصر، لأنه كان يعتبر أن «يوسف» قدوة للشباب وكان يرى فيه نموذجًا جيدًا للعمل بشرف ونزاهة: «راح في عز شبابه وساب للكل حزن شديد، أنا شوفته كذا مرة في رشدي لكن متكلمتش معاه قبل كده، ودلوقتي ندمت إني مكلمتوش لما كنت بشوفه».
عانى «يوسف» كثيرًا في حياته بعدما فارق والده الحياة، إذ جاء من محافظة سوهاج للعمل في الإسكندرية وظل يعمل بمهنة المعمار ما يزيد عن 35 سنة حتى خارت قواه وهنا بدأ في بيع الفريسكا التي ورثها عنه «يوسف»، الذي حكى في أحد البرامج التلفزيونية أنه عندما قرر العمل في نطاق محافظة القاهرة ترك أسرته في الإسكندرية وجاء إلى القاهرة واستقر بها، وكان ينام على الأرض لفترة طويلة، ولم يكن يخبر أحدًا بما يعانيه من أزمات، لأنه كان يهتم بالظهور بمظهر جيد أمام الجميع حتى وإن لم يكن يملك أموالًا.
سر ملابس يوسف راضي الأنيقة
الملابس الأنيقة التي كان يرتديها «يوسف» كان يدخر ثمنها شهور حتى يتمكن من شرائها، ليظهر بشكل مناسب أنيق كي يجذب الزبائن إليه، وبسبب مظهره تعرض للنقد من بعض الشباب الذين اعتبروا حينها أنه لا يحتاج إلى العمل وأن مظهره يدل على أنه ميسور الحال، وإنما يقوم ببيع الفريسكا لرغبته في الشهرة فقط، وهو ما نفاه الشاب الراحل، مؤكدًا أنه يعمل منذ ما يزيد عن 18 عامًا، وانتقل من محافظة الإسكندرية للقاهرة سعيًا وراء الرزق الحلال، وليس بهدف الشهرة كما كان يدعي البعض.
تعليقات الفيسبوك