كوكب المشتري
ساعات قليلة، تفصلنا عن الحركة التراجعية لكوكب المشتري، والمقرر أن تبدأ غدا الخميس 28 يوليو 2022 عند الساعه 11:32 مساءً بتوقيت مكة «08:32 مساء بتوقيت غرينتش»، ويوقف حركته المعتادة باتجاه الشرق في قبة السماء ظاهريًا أمام النجوم، ويتحول إلى التحرك غربًا بدلًا من ذلك، والتي تستمر حتى منتصف نوفمبر المقبل.
المهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة، قال إنّه عادة ما تتحرك الكواكب باتجاه الشرق أمام النجوم، ولكن مع استعداد الكرة الأرضية للحركة بين «كوكب خارجي» مثل المشتري والشمس «التقابل» فإنّ تلك الكواكب الخارجية تقضي جزءا من الوقت كل عام تتحرك نحو الغرب بالنسبة للنجوم، وهذا مجرد وهم بصري وليست حركة حقيقية.
وأضاف «أبو زاهرة»، أنّ الكواكب دائمًا ما تتحرك في نفس الاتجاه، ولا تتحرك إلى الخلف تراجعيًا، ولكن الذي يحدث أن الأرض أثناء حركتها السريعة في مدارها الصغير حول الشمس تمر بجانب أحد تلك الكواكب الخارجية، عندها يظهر لنا من الأرض فقط بأنّ الكوكب بدأ يتحرك إلى الخلف في مداره بالنسبة للنجوم لعدة أشهر.
وأشار رئيس الجمعية الفلكية بجدة، إلى أنّ ذلك يشبه سيارة تتحرك سريعًا وتعبر بجانب سيارة أخرى تتحرك بشكل أبطأ، عندها فإنّ الأشخاص داخل السيارة السريعة سيشاهدون السيارة البطيئة بعد تجاوزها تظهر وكأنها تتحرك نحو الخلف، على الرغم من أنّ السيارة البطيئة لا تتحرك للخلف ولم تعكس حركتها، وهذا ما ينطبق على المشتري أثناء فترة حركته التراجعية.
ويرصد كوكب المشتري حاليًا في السماء خلال الساعات من منتصف الليل باتجاه الأفق الشرقي إذ يظهر للعين المجردة كنقطة ضوئية بيضاء براقة ساطعة في حين يمكن رؤية قرص الكوكب وأقماره الأربعة الكبيرة من خلال منظار ثنائي العينية مثبت على حامل لمنع اهتزاز الصورة، ويفضل استخدام تلسكوب صغير لرؤية تفاصيل الكوكب.
جدير بالذكر، أنّ كوكبنا سيكون بين المشتري والشمس في 26 سبتمبر 2022 عندها سيكون المشتري في حالة تسمى «التقابل»، إذ يشرق مع غروب الشمس وسيبقى مشاهدًا طوال الليل ويغرب مع شروق شمس اليوم التالي، لذلك تعتبر فترة التقابل مثالية خلال السنة لرؤية الكوكب.
تعليقات الفيسبوك