العمال أثناء زراعة شتلات الأرز بالغربية
بأوجه باسمة تتوسط حقول الأرز، يبدأ الفلاحون عملهم مع نسمات الصباح الأولى، ينزلون الأرض وينقلون الشتلات بخفة وحرفية لافتة للنظر، لوضعها في الأفدنة المخصّصة لها، بعد بقائها 40 يوماً داخل أحواض صغيرة، لتوزيعها على مساحات أكبر من الأراضي الزراعية بمركز زفتى بمحافظة الغربية، الخبرة والمهارة التي اكتسبوها عبر السنين، تجعلهم ينتهون من وضع شتلات فدان في يوم واحد، مقابل أجرة تصل إلى 120 جنيهاً.
يقول عبدالله الحسيني، نقيب الفلاحين بإحدى قرى مركز زفتى، إنه يرمي بذور الأرز في أواخر شهر مايو داخل مساحة قيراطين فقط، ويم تركها في الماء لمدة 40 يوماً، ثم الاستعانة بعد ذلك بعدد من العمال قد يصل عددهم إلى 12 عاملاً، لنقلها إلى الحقول الأوسع أو الدائمة، وتبلغ نحو فدانين عبر استخدام الخيول، ويتم زراعة الشتلات بعد خلعها ووضع السماد عليها والمياه ومتابعتها، حتى يتم الحصاد في شهر أكتوبر.
ويضيف «الحسيني» أن الشتلات أفضل من زراعة مساحة الأرض مرة واحدة، إذ أن زراعة كمية مكثّفة من الأرز داخل مساحة صغيرة لمدة 40 يوماً، توفر على الفلاح الاهتمام ورعاية جزء كبير يصعب السيطرة عليه، خاصة مع ظهور حشائش وسط الأرز، فضلاً عن توفير المياه للدولة: «الشتلة بتريح الأرض وبتحميها من الحشائش اللي بتظهر وسط الرز ومبنقدرش نسيطر عليها، وبنضطر نجيب عمال كتير تشيلها وده مكلف، لكن لما بتقعد 40 يوم في أحواض صغيرة، وننقلها بعد كده بتريحنا كفلاحين».
يحكى نقيب الفلاحين أن أجرة العمال زادت بالتزامن مع تراجع فاعلية أسمدة الرش: «مبقتش بتجيب نتيجة زي زمان، فبنضطر نجيب عمال تقوم بدورها، زي إزالة الحشائش اللي بتظهر في الرز، ورعاية المحصول لحد ما يكبر، وفي النص بنرش كيماوي وبنزوده بالميه».
يحتاج محصول الأرز إلى الرعاية والاهتمام حتى يكبر وتظهر سنبلاته، إذ تصل تكلفة الفدان لما يقرب من ألفي جنيه من عمالة ورش وأسمدة، حسب «عبدالله»: «وقبل الزهر بـ15 يوم بنرمي له كيماوي تاني، والعمال بيشيلوا الحشائش، وفي شهر 10 بنجيب جرار الحرث، وناس تشيل المحصول».
بينما يشتكى الحاج صقر محمود، مزارع، من غلاء أسعار العمال والكيماوي وباقي احتياجات الأرض، لافتاً إلى أنه قام بإيجار فدان أرض لزراعته بالأرز هذا العام ويحتاج نحو 30 عاملاً لحين موعد الحصاد: «كل عامل بياخد 100 جنيه، والفطار والغداء علينا وبيمشي العصر، ولما باجي أحسبها بلاقي نفسى خسران، بس لازم أزرع».
يقول «الحاج صقر» إن فدان الأزر الجيد يحقق ما يقرب من 3 أطنان أرز بعد حصاده: «الطن بـ5 آلاف جنيه، يعنى ممكن أعمل 15 ألف، لكن باكون صرفت على الفدان أكتر من اللي جابه من عمالة وسماد وكيماوي وجاز وخدمة من شهر 5 لحد 10».
تعليقات الفيسبوك