مجدي أحمد حمدي
قديمًا كانوا يخوفوننا ونحن أطفال في القرى بحكايات الجن والعفاريت، حيث تهدد الأم ابنها حال خروجه في ساعات الحر بأن «النداهة هتنده عليه» خوفًا أن تسحره، ولكن حينما كبرنا، اكتشفنا أن هناك نداهات، وهناك سحرًا حقيقيًا يجذب الأشخاص ويسلبهم إرادتهم، سحر طواعية ومحبة، لا سحر دجل وشعوذة، مثلما حدث مع «مجدي» الذي ندهته نداهة الإذاعة، وسحرته كرستالة الميكرفون.
كان مجدي أحمد حمدي الحاصل ليسانس آداب وتربية لغة عربية ودراسات إسلامية من كلية التربية جامعة عين شمس والذي بدأ حياته المهنية في مهنة سامية، حيث عمل مدرس لغة عربية بمدرسة أمير الشعراء الإبتدائية، ورغم جلالة مهنة التعليم، إلا أن «مجدي» ندهته نداهة ميكرفون الإذاعة.
استغل مجدي أحمد حمدي خامة صوته المميزة، وقرر أن يفيد طلابه بعمل فيديوهات يمثل فيها دور المؤدي الصوتي «فويس أوفر» وبدأ عمل فيديوهات على موقع يوتيوب ليعلم الأطفال من طلاب الإبتدائي بطريقة مبتكرة، وحكى لـ«الوطن» أنه أطلق في أغسطس 2019 مبادرة «أنا بعشق النحو» هدفها الاهتمام بترغيب الأطفال في النحو عن طريق توظيف الرسوم المتحركة في شرح القواعد النحوية التي شرحها بصوته بطريقة جديدة نالت استحسان الجميع.
بداية تميز «مجدي» كانت من طفولته، حيث عشق إلقاء القصائد بصوته، مدينًا بالفضل لمعلمه الراحل، وأيضًا العديدين من زملائه الذين ساعدوه في أفكاره بهدف خدمة الطلاب.
أظهر «مجدي» مهارة كبيرة حينما شاركت مدرسة أمير الشعراء الإبتدائية في مشروع الاتحاد الأوروبي لدمج الجامعات بالمدارس، وبدأ أساتذة كلية التربية تدريب المعلمين على المهارات التكنولوجيا الحديثة في التعليم، فعرض عليهم فكرة الرسوم المتحركة وطلبوا منه تدريب زملائه على مستوي باقي الإدارات التعليمية المشاركة في المشروع، وبالفعل درب كل المدارس التي شاركت في مشروع الاتحاد الأوروبي داخل معمل الشراكة الأوروبية بكلية التربية جامعة عين شمس، وأصبح مدربًا معتمدًا من وقتها.
حصل «مجدي» على تكريمات عديدة من الإدارات التعليمية وإدارة رعاية الموهوبين، كما حصل على تكريم من عميد كلية التعليم المستمر بالجامعة الأمريكية.
«ناس كتير قالولي صوتك حلو ليه ما تفكرش تدخل مجال الإذاعة والفويس أوفر؟».. من هنا كانت بداية أخرى في حياة مجدي، الذي حصل على كورسات في الإذاعة وتتلمذ على يد الإعلامية القديرة إيناس جوهر رئيسة الإذاعة المصرية سابقًا، كما تعلم الأداء الصوتي الإذاعي مع الإعلاميين يوسف الدالي وأسماء سمير.
يحلم «مجدي» بتقديم برنامجًا إذاعيًا عن اللغة العربية، ليتعلم من المستمعين الطريقة الصحيحة لنطق اللغة العربية والتخلص من الأخطاء الشائعة، كما يحلم بتقديم كتب صوتية بصوته للأطفال والكبار.
تعليقات الفيسبوك