حصاد الياسمين
عالم من الجمال، صنعته الطبيعة في وقت بزوغ الشمس، وتوثقه عدسات الكاميرات، يرصد موسم حصاد الياسمين في قرية شبرا بلولة بمحافظة الغربية، والذي يبدأ من شهر يونيو وحتى شهر ديسمبر من كل عام، إذ يبدأ المزارعون في جني المحصول قبل شروق الشمس باستخدام الكشافات فوق رؤوسهم، حيث ترى أضواء مُتناثرة داخل الحقول الزراعية تتحرك ببطء.
ومع بدء موسم حصاد الياسمين تجد الروائح العطرة تفوح في أرجاء القرية، ويزداد تأثيرها وقوتها كلما اقتربنا من الحقول ذات الزهور البيضاء والتي دائمًا ما تتلألأ وتزداد بياضًا مع أشعة الشمس المنعكسة عليها بقرية «شبرا بلولة»، التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، والتي تعتبر من أهم القرى والمناطق فى زراعة «الياسمين» على مستوى الجمهورية.
وبحسب موقع BBC، فإنّ قرية شبرا بلولة السخاوية «الشهيرة باسم شبرا بلولة» تقع على بُعد حوالي 97 كم شمال القاهرة، وتنتج أكثر من نصف إنتاج العالم من الياسمين، حيث تنتج هذه الأزهار رائحة أنثوية كلاسيكية تدخل في صناعة العديد من العطور، وهو ما يجعل الياسمين حجر أساس في صناعة العطور.
وتبلغ مساحة القرية الصغيرة حوالي 257 فدانًا، وتُزرع معظمها بالياسمين، في حين يُجرى زرع أراضِ قليلة شجرة عطرية أخرى تسمى البرتقال المر، وتنقسم حقول الياسمين إلى صفوف، وعندما تتفتح الأزهار في الليل، تنبعث منها رائحة غريبة نفاذة.
ويحب القرويون التحدث مع الزوار القلائل الذين يجتازون طرق المدينة غير المعبدة حول الزهور الجميلة التي تحيط بهم، وقد يطلبون منهم حتى المساعدة في عملية قطف الزهور.
ويبدأ الناس في قطف الزهور خلال الفترة من الفجر، وتحديدًا في الساعة الثالثة صباحًا، إلى حوالي الساعة التاسعة صباحًا، نظرًا لأنّ الأزهار التي لم تُقطف تفقد رائحتها وتصبح غير صالحة للاستخدام بعد شروق الشمس.
وتتم عملية قطف أزهار الياسمين بعناية شديد، واحدة تلو الأخرى للحفاظ على زيوتها، حيث يُستخدم زيت الياسمين الأساسي - الذي يختلف في طبيعته عن زيت الياسمين العادي نظرًا لاستخلاصه عن طريق التقطير أو الضغط على البارد بدلاً من الاستخراج بالمذيبات - على نطاق واسع في العلاج بالروائح للمساعدة في تحسين الحالة المزاجية.
تعليقات الفيسبوك