الشاب شعبان
«مش عايزه تاني».. بتلك الكلمات صدم أب جميع الموجودين بمستشفى سوهاج الجامعي، إذ ترك ابنه وتخلى عنه بسبب كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة وحاجته إلى الرعاية الدائمة، إذ قرر الأب أن يكتفي بما قدمه لابنه طوال 38 عامًا، ويصبح الشاب الذي يدعى «شعبان» وحيدًا تائهًا بالمستشفى وفي عينيه اختلطت النظرات لتجمع بين الحزن والخوف من المصير المجهول الذي أصبح يواجهه، وذلك حسب محمد عثمان، طالب ثانوية عامة تكفل بالحالة.
شعبان رمضان هو شاب عمره 38 عامًا، ولد بمركز المراغة بمحافظة سوهاج، وهو يعاني من ضمور بالعضلات ومتلازمة أمراض أخرى جعلته في حاجة إلى رعاية دائمة، ولكنه لم يتخيل أن يتخلى عنه والده، وأنه أصبح عبئًا ثقيلًا عليه، ليوصله إلى مستشفى سوهاج الجامعي ويتركه بين أيدي طاقم التمريض ويتجرد من إنسانيته ولا يلتفت لمحاولات الممرضين الاتصال به لاستلام ابنه مرددًا أنه لا يريده مرة أخرى.
ظل «شعبان» وحيدًا في المستشفى، يستمد الدفء والأمان من المحيطين به، وما أن صرح له الأطباء بالخروج كون حالته لا تستدعي الحجز، بدأ الرائد مبروك علام رئيس نقطة شرطة مستشفى سوهاج الجامعي، بالبحث عن مأوى للشاب عقب خروجه من المستشفى، بعد رفض والده استلامه، وعاون الرائد مجموعة من الأشخاص أبرزهم الطالب محمد عثمان الذي سخر نفسه لخدمة الشاب.
يروي «محمد» الطالب بالثانوية العامة، لـ«الوطن»، أنه فور معرفته بقصة «شعبان» قرر مساعدته، وظل مرافقًا له داخل المستشفى لمدة 3 أيام رغم أن امتحانات الثانوية العامة على الأبواب: «تخيلت لو مات، وكنت أقدر أساعد ومعملتش ده، ماكنتش هسامح نفسى أبدًا».
تواصل الطالب بالثانوية العامة مع العديد من دور الرعاية المختلفة إلى أن استضافته إحداها في محافظة الجيزة والتابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، ورغم مشقة السفر إلا أن «محمد» رفض ترك الشاب، وسافر معه في سيارة طبية مجهزة، وقضى معه يومين آخرين قبل أن يسافر إلى سوهاج مجددًا بعد الاطئمنان على «شعبان»: «أهم شىء أكون عملت اللي يرضي ضميري، وكان صعب أسيب حد محتاج مساعدة وأقف أتفرج».
تعليقات الفيسبوك