«عايز أقولك يا جودي إن بابا بيحبك وأنا عارف أنك زعلانة، بس قيمتك في قلبي مش هيحددها شوية درجات».. بهذه الكلمات المؤثرة، قرر محمد الحجار تكريم ابنته التي لم يحالفها الحظ الترتيب ضمن الأوائل في الفصل الدراسي الأول، داخل فصلها الدراسي، وذلك على مرأى ومسمع من زملائها ومدرسيها، في فيديو تناقله رواد مواقع التواصل الاجتماعي سريعًا.
تكريم «جودي» من والدها رغم عدم ترتيبها بالأوائل
الأب، الذي يعمل مدرسًا لمادة اللغة الإنجليزية في محافظة القليوبية، حرص على تقديم جرعة مكثفة من الدعم والحب لابنته الصغيرة «جودي» الطالبة بالصف الخامس الابتدائي، إذ يروي «الحجار» لـ«الوطن» أنّه منذ قرابة الشهرين وبعد ظهور نتيجة الترم الأول، أصيبت طفلته بالحزن البالغ على خسارتها 9 درجات في مادة الرياضيات لتتراجع عن ترتيب الأوائل على غير عادتها: «دي كانت أول مرة جودي متطلعش من الأوائل ودي حاجة كانت مزعلاها جدًا».
لم تكن الصغيرة من بين المُكرمين في طابور الصباح، وهو ما أصابها بشعور سيئ، جعل والدها ينتظر بعد حفلة التكريم نحو 20 يومًا بما يوافق احتفال عيد الأم في المدرسة ليقرر أن يُفاجئها داخل فصلها الدراسي تعويضًا لها: «كلمت واحد صاحبي خليته يعملي شهادة تقدير وحطيتها في شنطة هدايا واتفقت مع مديرة المدرسة أني أطلع أكرّمها في الفصل قدام زمايلها وهي رحبت جدًا»، بحسب حديثه.
وخلال تواجد صاحب الـ42 عامًا داخل فصل ابنته، أغدق عليها كلمات الحب والتشجيع: «تعليمك أمانة في رقبتي ودرجاتك بتاعتك، ملهاش علاقة بحبي ليكي.. لأني بحبك سواء طلعتي من الأوائل أو لأ لأنك جزء مني»، كما أهداها شهادة تقدير تحمل بعض العبارات مثل «كُرمت بك قبل أن أكرمك»، وهو ما طبع أثرًا طيبًا في نفس الصغيرة: «كانت فرحانة جدًا وطلعت حضنتني ومكانتش مصدقة ولا تعرف أني هعمل كدا».
الأب يستنكر التعليقات السلبية على تكريم ابنته
وعقب انتشار الفيديو، تلقى الأب العديد من التعليقات الإيجابية، وأخرى سلبية استنكرها «الحجار»، خاصة وأنّه كان يهدف لتكريم ابنته ودعمها معنويًا، ولم يقصد أن يترك شعورًا سيئًا لأي من الآباء أو الأطفال: «أنا استأذنت الولاد قبل ما أكرم جودي وقلتلهم أنتم كلكم ولادي، واستغربت الناس اللي بتقولي ليه التكريم على الملأ، هو أنا لما أكرّمها في البيت هي كدا هتستفيد إيه؟»، مشيرًا إلى أنّ تكريمها أمام زملائها من شأنه أن يحفزها دراسيًا ومعنويًا.
محمد الحجار، لديه 3 أبناء: «عمار في مرحلة الثانوية، وجودي، وجنة في الصف الثاني الابتدائي»، اعتاد الأب على تحفيزهم بطرق مختلفة قبل مرحلة الامتحانات وليس بعدها، لتشجيعهم على المذاكرة والتحصيل الدراسي: «متعودتش أني أربط الهدايا بالنجاح، أنا دايمًا بحتفل معاهم قبل الامتحانات عشان أشجعهم، النتيجة اللي هتيجي بعد كدا دي بتاعتهم ومجهودهم ماليش دخل فيه ومش هيقلل من حبي ليهم».
تعليقات الفيسبوك