تجلس أسماء الجندي أمام الميكروفون بثبات وهدوء، وترتب أوراقها بمهارة، بينما تتناول أحد المشروبات الساخنة، لتحسن من وضعية جلوسها، قبل أن تنطلق في الحديث عن كيفية الخوض في مجال ريادة الأعمال بأقل التكاليف، لتشعر بالفخر إذ نجحت تلك الشابة في التغلب على ظروفها الاجتماعية وبعد أن كانت «كاشير» في مطعم، استطاعت أن تصنع لنفسها اسما مميزا بمجال الإذاعة من خلال تقديمها برنامج «اتعلم بيزنس».
عمل «أسماء» في مطعم
لم تجد الشابة العشرينية أزمة في الاتجاه إلى مجال العمل منذ عدة أعوام، إذ رأت أنه سيمنحها خبرة أفضل ومهارة في فنون التعامل، بجانب حفاظها على دراستها الثانوية والجامعية: «الشغل مش عيب، كنت عايزة أبني شخصيتي، فنزلت شغل في المطاعم وأنا عندي 16 سنة، كنت شايفة أن الشغل هو اللي هيديني خبرة أكتر من الدراسة النظري، وفعلا وأنا في السن ده كنت مسئولة عن الإيرادات وتقفيل الحسابات واستلام خامات الأكل بسبب تركيزي في الشغل».
ومع التحاقها بكلية التجارة، حرصت على أن تصنع لنفسها اسما في مجال البيزنس الخاص، لذا خاضت مختلف التجارب، فحصلت على دورات تدريبية في التحليل الفني حتى صارت محللة فنية في البورصة، ثم توقفت عندما لم تشعر بأنه المجال المناسب لها: «أنا مؤمنة أن التجربة هي أفضل طريق علشان نتعلم، وأنا محبتش البورصة وضغطها وقررت أبدأ من جديد في أن أدور على شغل مناسب ليا».
تغير حياة «أسماء» بعد دراستها ريادة الأعمال
تغيرت حياة «أسماء» بعد التحاقها بأحد الدورات في مجال ريادة الأعمال، التابعة لواحدة من الشركات العالمية المتخصصة في تخطيط المشاريع، وكانت المفاجأة بأنه جرى قبولها ضمن 5 أشخاص على مستوى العالم كله، وحصلت على لقب أفضل business planner في عام 2016 من تلك الشركة.
وخلال تلك المحاولات لإثبات ذاتها، لم تسلم من الانتقادات ممن حولها الذين يرون أن مجال ريادة الأعمال هو أنسب للرجال عن النساء، وأنها لن تنجح فيه مهما حاولت، لكنها لم تستسلم إذ حصلت على درجة الماجستير فيه: «للأسف كان بيتقالي هو الرجالة نفعوا فيه عشان أنتى تنجحي ولا تكسبي كبرى دماغك، وشوفيلك حاجه تنفعك أحسنلك، بس طبعا مسمعتش لحد».
بعد الخبرة الكبيرة التي اكتسبتها «أسماء» من الدراسة والعمل في مجال ريادة الأعمال، حولت حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» لمنصة نشر الفيديوهات التعليمية التي تتحدث فيها عن مجال ريادة الأعمال، مما جعل أحد الإذاعات تتواصل معها لتقديم برنامج إذاعي باسم «اتعلم بيزنس» لتساعد من خلاله الشباب على كيفية وضع خطط للمشاريع وتأهيل أنفسهم لسوق العمل، ما شجعها بشدة على استكمال حلمها: «عايزة أسيب بصمة طيبة وأكون دليل ونور للناس التايهين، لأني ملقتش اللي يدلني، وحابه أعمل مركز يساعد الشباب ويأهلهم لسوق ويكون حلقه الوصل ما بين الشباب والشركات».
تعليقات الفيسبوك