الحبار العملاق
في 30 أبريل الماضي، واجه رواد الشواطئ في كوميتجي بجنوب إفريقيا مشهدًا نادرًا، إذ عثروا على جثة حبار عملاقة تتلألأ على الرمال في «لونج بيتش».
وقالت أليسون باولوس، المقيمة في كيب تاون ومؤسس منظمة الحفاظ على الحياة البرية والتطوع والاستكشاف لـ«لايف ساينس»: «كان أمرًا لا يصدق أن نرى هذا المخلوق، كان الجسد وحده طوله حوالي 2.2 متر، وبالمخالب والذراعين يمكن أن يمتد إلى 3.5 متر».
الحبار العملاق من بين أكثر الحيوانات مراوغة على هذا الكوكب، ويعيش في أعماق المحيطات بين 300 إلى 1000 متر، ونادرًا ما يظهر على سطح البحر، وظل العلماء لقرون يأخذون المعلومات الوحيدة عن هذه المخلوقات من دراسة جثث الشواطئ أو البقايا الموجودة في بطون حيتان العنبر، فلم يتم التقاط صور لحبار عملاق حي حتى عام 2004، وفقًا لـ«ناشونال جيوجرافيك».
وصل هذا الحبار إلى الشاطئ ليلًا بعد إصابته بجروح، ربما بسبب اصطدامه بسفينة تجارية أو سفينة صيد، إذ وجد العلماء جرحًا طويلًا فوق مخالبه، ويفترض أنه ناتج عن إصابته من مروحة قارب، وكشف التحقيق الذي أجراه متخصصون في الحياة البرية أن هذا الحبار أنثى.
ويقدر العلماء أن هذا الحبار كان يبلغ من العمر حوالي عامين عندما مات، إذ يمكن أن يعيش الحبار العملاق لمدة تصل إلى 5 سنوات وتصل إلى أطوال قدرها 13 مترًا، ومعظمها يصل طوله إلى حوالي 11 مترًا.
وبحلول الوقت الذي وصل فيه مسؤولو الحياة البرية في جنوب أفريقيا إلى مكان الحادث، كان الصيادون المحليون أزالوا بالفعل عيون الحبار ومنقاره وأجزاء من مخالبه، وبعد ذلك جرى تقطيع معظم ما تبقى من الجثة بواسطة الخبراء وإلقائها مرة أخرى في البحر، وذلك بعد إرسال بعض عينات الأنسجة إلى متحف «Iziko» في جنوب إفريقيا في كيب تاون لتحليل الحمض النووي.
تعليقات الفيسبوك