تتصدر دائما إفريقيا قائمة القارات الأكثر فقرا وجوعا كما يعتقد كثير من سكان العالم، فنجد الأفلام والمسلسلات العالمية تبرز القارة على أنها عبارة عن صحراء قاحلة وأناس بدائيون يسكنون الأكواخ والكهوف في باطن الجبال، ولكن هو ما نفته مجلة «فينشر» النيجيرية المتخصصة في الاقتصاد والأعمال؛ إذ نشرت تقريرا مطولا يتضمن أسماء 55 مليارديرًا إفريقيًا وبالتحديد في عام 2015، جاء على رأسهم أليكو دانجوت الذي قدرت ثروته في ذلك الوقت بأكثر من 20 مليار دولار.
من هو أليكو دانجوت؟
وُلد الملياردير الإفريقي أليكوا دانجوت بولاية كانو الواقعة في الجزء الشمالي من دولة نيجيريا، 10 أبريل 1957، توفى والده وهو ما زال طفلاً صغيرا ليتولى جده تربيته بعد ذلك، وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتى التحق في عام 1973 بكلية التجارة جامعة الأزهر الشريف بالقاهرة.

بعد تخرجه مباشرةً، قرر فتح مشروعه الخاص برأس مال يقدر بنحو 3000 دولار أمريكي اقترضها جميعها من أصدقائه وأقربائه، واشترى بعض السلع الاستهلاكية كالمكرونة والأرز إضافة إلى التوابل والبقوليات بمختلف أنواعِها، وبعد أن حصل على مبلغ مالي كبير من تجارته، قرر إنشاء شركة كبرى للشحن والتوزيع.
توسعت تجارة أليكو بعد ذلك واستطاع تحقيق أرباح عالية، وذلك في فترة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.
عقبات في مسيرة أغنى رجل بإفريقيا
وعلى غرار أي مشروع لابد من وجود عقبات أمامه؛ فقد أدت الإجراءات التعسفية التي اتخذتها الحكومة النيجيرية تجاه الاستيراد إلى ركود مؤقت في حجم التجارة الخاصة به.

ومع زيادة الاعتماد على المنتج المحلي بشكل أكبر من العالمي داخل نيجيريا؛ قرر دانجوت الدفع بورقته الأخيرة في عالم المال والأعمال فأسس مصنع للأسمنت بالولاية التي وُلد بها.
واجهته مشكلة كبيرة في البداية، إذ كانت تكلفة بناء المصنع نحو أربعمائة وثمانون مليون دولار، وهذا المبلغ لم يكن أي بنك يستطيع إخراجه من خزائنه لشخص مترنحًا على هاوية الإخفاق.
بعد نحوشهرين من الاضطراب والأزمات، جاءت يد العون متمثلة في مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي IFC والتي بدورها وافقت على صرف هذا المبلغ له.
وفي عام 2003 تم افتتاح مصنع الإسمنت الذي كان يحلم به ابن جامعة الأزهر ليبدأ بذلك رحلته مع المليار.
رحلته مع الخير
عُرف عن أليكو حبه الشديد لأعمال الخير والبر؛ ففي عام 2017 سافر إلى أمريكا والتقى بأغنى رجل في العالم بيل جيتس صاحب شركة ميكروسوفت؛ والذي اتفق معه على بذل مجهود أكبر والعمل على مكافحة الجوع والفقر بالقارة الإفريقية.

أنشأ أليكو مؤسسة «دانجوت» الخيرية والتي تستثمر أكثر من مليار دولار في خدمة الفقراء والمجتمع ككل في نيجيريا.
رحلة المليار
في عام 2014، كان هذا المصنع ينتج أكثر من 28 طنا من الإسمنت سنويًا، ويصدر لنحو 14دولة، وهو نفس العام الذي أصبح فيه «أليكو» أغنى رجل في إفريقيا؛ حسب مجلة «فوربس» المتخصصة في إحصاء الثروات ومراقبة المؤسسات المالية حول العالم.
رحلته مع عالم الساحرة المستديرة
وبحسب شبكة «bbc» البريطانية، قرر «أليكو» شراء أرسنال عام 2015، باعتباره النادي الذي يشجعه من الصغر لكن الصفقة فشلت.
تعليقات الفيسبوك