توارثت الأجيال تقاليد الحضارة المصرية القديمة، ومن بينهم ابن محافظة الفيوم، الذي تمسّك بتقاليده المعروفة في موسم حصاد القمح، بعد أن ورثها عن جده، ولم يتخلَ عنها منذ أن كان في الـ15 من عمره، وهي صنع عروسة الحصاد، يبدأ في صناعتها في شهر أبريل من كل عام.
ورث محمود محمد، الذي تخرج في كلية التربية، تقاليد الحضارة المصرية القديمة في موسم حصاد القمح، من جده الحاج جمعة، موضحًا: «ورثت التقليد دا من جدي لأنه عاصر فترة زمنية كبيرة في تطور الزراعة، خاصة إننا قاعدين في الأرض الزراعية تراث أجدادنا» حسب ما رواه لـ«الوطن».
أصل عروس الحصاد
«عروس الحصاد» تمسك بها «محمود» وبصنعها كل عام من موسم حصاد القمح، لأنها عادة فرعونية تشير إلى نجاح المحصول ووفرته، خاصة أنها عادة تعود للمصريين القدماء، إذ كانت من العادات المألوفة التي تقام للإله «رنوتت» المعروف بإله الحصاد.
مكونات صناعة عروس الحصاد
«الفلاحون بيحتفلوا بيها لأنها بتعبر عن بشائر زراعات القمح في شكل سنابل رقيقة ويصنعوا منها عروسة الحصاد» هكذا عبر«محمود»، موضحًا أنه يصنع عروس الحصاد من سنابل القمح فقط، في شهر أبريل من كل عام، ولا تستغرق وقتا سوى بضعة دقائق حتى ينتهي منها.
عروسة الحصاد تزين البازارات والأماكن السياحية
ولم تكن العروس تدل على كثرة خير القمح فقط، بل يستفيد منها «محمود» أيضا، خاصة أن أحد أصدقائه يطلب منه صنع الكثير منها بمقابل مادي، حتى يوزعها على السياح في إحدى قرى الفيوم، وكافة الأماكن السياحية والبازارات، قائلا: «مش واخدها مصدر رزق ليا لأنها موسمية بتتعمل مرة واحدة في السنة، أنا واخدها كهواية» حسب تعبيره.
أمنية «محمود» في انتشار عروس الحصاد
يتوافد على «محمود» العديد من أهالي قريته، لطلب عروس الحصاد، موضحًا: «الناس بقت تاخدها عشان يزينوا البيوت بيها أو البازارات بس كهدية مش بيع» حسبما ذكر «محمود»، متمنيًا أن تنتشر عروس الحصاد على مستوى الجمهورية، فضلًا عن معرفتهم أنها تخص الحضارة المصرية القديمة.
تعليقات الفيسبوك