مجسمات طعام
لحظة صمت تنتاب كل من يقترب لشراء الطعام من السيد إبراهيم، ليصاب بالذهول، عندما يتفاجأ بأنها ليست أطعمة حقيقية، بل مجرد مجسمات، جرى تنفيذها ببراعة شديدة لدرجة صعوبة تمييزها عن الحقيقية.
يتعرض «السيد» لبعض المزايدات من المارة، فالبعض يتهمه بخداعهم، نظرا للدهشة التى تطرق عليهم، فهم في حالة غيبية لرؤية طعام غير صالح للأكل، تمكنت الألوان من إضفاء جو واقعي، يجعلك تشعر بأنها حقيقية، حسب كلامه: «الناس يتيجي تقولي بكام الساندوتش طب عايز كفتة، محدش بيصدق لما أقولهم دا مش أكل، بيفكروا إن أنا مش عايز أبيع، بحس بالفخر إن الناس مصدقة الشغل للدرجة دي».
بدأ «السيد» في النحت منذ 20 عاما، بعمل مجسمات على شكل أطعمة، لكنها تستغرق جهدا مضاعفا، ووقت طويل للغاية، من 15 لـ20 يوما على حسب الحجم، إذ يجري استخدام أدوات بسيطة وبدائية في هذا المجال من المبرد والصنفرة والفل وغيرها، للتنفيذ على عدة مراحل، تبدأ بالرسم على الفوم «الفل» أو الجبس، وقص الرسمة ثم نحتها على الشكل المطلوب، وإعطائها الألوان، وفقاً له: «بتاخد وقت وتعب كتير يس أنا بالنسبالي العمر مجرد رقم أنا قلبي شباب وهفضل طول عمري كدا».
هناك بعض الأسرار التي يستخدمها مع الألوان، منها إضافة بهارات الطعام، على المجسمات لأنها تضفي شكل ولون طبيعي مع الرائحة الجميلة، وتختلف الأسعار، فيبلغ ثمن الساندويتش بالحجم الكبير 1000 جنيه، أما التورت من 250 جنيها لـ500 جنيه، وتظل فترة طويلة.
يتمنى «السيد» أن تصل شهرته إلى العالم كله، فهو يقدم فن مركب لا يتمكن منه أي شخص، ويحلم بمحل كبير لعرض بضاعته بأكملها حسب كلامه: «بشتغل بحماس كأني لسه صغير العمر بالنسبالي مجرد رقم».
تعليقات الفيسبوك