لم تسمح ظروف الحياة له أن يعيش بين أسرته متنعمًا يأكل ويشرب ويتعلم كباقي الأطفال، فوالداه انفصلا عن بعضهما، وكان لم يكمل الخمس سنوات، ليواجه الطفل الصغير هو وأمه وإخوته قساوة الحياة بدون عائل، لم تكن مهنة والدته تستطيع تلبية احتياجاته ليكمل تعليمه، مما اضطرها أن تودعه دار رعاية لعله يستطيع أن يكمل تعليمه ويجد ما يأكله ويشربه، ولكن لم يكن الأمر كما أرادت.
عبد الله إسماعيل عمره 10 سنوات، أودعته والدته دار رعاية لعدم قدرتها على نفقات تعليمه، تحكي «مدام عواطف» والدة الطفل «عبدالله» لـ«الوطن»: «أنا انفصلت عن جوزي من 2016 ومعايا، 3 أبناء، بشتغل أرسم وشوش أطفال عشان أصرف على عيالي، وشغلي يوم فيه وأيام كتير مفيش، مقدرتش على مصاريف عبدالله ومدرسته، فاضطريت ادخله دار رعاية عشان يكمل تعليمه ويلاقي أكل شرب ومكان كويس ينام فيه».
عبدالله يشتكي إلى والدته سوء معاملة مشرفيه
لم يكمل «عبدالله» 20 يومًا في دار الرعاية حتى استغاث إلى والدته، طالبًا منها أخذه من دار الرعاية «بعد ما وديته بفترة اتصل بيا وقالي المشرف ضربني بالخرطوم على راسي لما سألته القبله فين عشان أصلي، فرحت جري ألحقه ولقيتهم حلقوله شعره زيرو، فأخدته»، تقدمت «عواطف» بشكوى ضد المعتدي، بالنيابة العامة، «أنا عملت فيه الشكوى عشان الأطفال التانيين اللي ممكن يتعرضوا لسوء المعاملة ومالهمش أهل يشتكولهم».
«عبدالله» يعود من الصف الرابع الصف الأول الابتدائي
الطفل «عبدالله» كان يدرس قبل ذهابه إلى دار الرعاية بالصف الرابع الأبتدائي، ولكن تفاجئ الطفل بعد دخوله مدرسة دار الرعاية بأنه بالصف الأول الإبتدائي، «لما وديته كان في رابعة ابتدائي، وأعطيتهم شهادة النجاح، وكان المفروض، ينقلوه للصف اللي بعده، لكن رجعوه لأولى ابتدائي».
تسكن «عواطف» وأبناؤها شقة بالإيجار بنطقة البساتين بالقاهرة، «أنا مش طالبة غير إن أولادي يكونوا بخير وميتعرضوش لأذى من حد، ودائما بعملهم أنهم ميسكتوش على حقهم» وتضيف: «حاولت أعمل اجراءات قبض تكافل وكرامة، لكن متقبلش بسبب إن جوزي اللي انفصلت عنه مسجون، وبحاول تاني وربنا ييسر».
تعليقات الفيسبوك