إفطار جماعي
أجواء رمضانية من الدرجة الأولى، محاطة بهالة من الفرحة والبهجة، ملأت منطقة «جديلة» بالمنصورة، إذ تجمع الأهالي على مائدة طعام واحدة، لتناول وجبة الإفطار، بينهم روابط المحبة والتآخي، مزيج بديع بين المسلمين والأقباط، منصهرين جميعا في روحانيات بديعة رافعين شعار «الدين لله.. والأكل للجميع».
«جديلة هتفطر مع بعضها».. دعوة أطلقها نبيل أبو وردة مع بعض أصدقائه المقربين، وسرعان ما انتشرت الفكرة التي استحسنها الكثير، ونالت إعجاب العديد من الأهالي، «بدأنا التفكير في إطلاق هذا الإفطار، من باب "لم الشمل" والتآخي والتجمع مع الأهل والأحباب على مائدة واحدة، إذ لا فرق بين غني وفقير، كلنا على مائدة واحدة متجمعين في حب وتآخي».. بحسب صاحب المبادرة في تصريحاته لـ«الوطن».
كل البيوت تشارك قدر المستطاع في التجهيز للمائدة، موضحا أن يوم الإفطار الجماعي، يجري الإعداد والاتفاق عليه مع جميع أهالي منطقة جديلة وشبابها، قبل الموعد بأسبوع تقريبًا.
اشتملت مائدة هذا العام، على ألف وجبة متنوعة، بين أرز بالكبسة، لحوم باردة، مشويات، فراخ ومحاشي، بخلاف جميع أنواع العصائر: «كل حاجة موجودة من عصائر مختلفة ومأكولات متنوعة»، بحسب أبو وردة، مضيفا أن «كل البيوت بتشارك باللي تقدر عليه، من مأكولات، أو تساهم بأموال، أو التعاقد مع أحد المطاعم للمشاركة بوجبات»، فضلا عن مشاركة العديد من رجال الأعمال من أبناء جديلة والمنصورة.
وفي سعادة غامرة، عبر الأهالي عن سعادتهم بهذا اليوم، مؤكدين أنهم مستمرين في تنظيمه خلال السنوات المقبلة، تحت شعار «جديلة بتفطر مع بعض».
أما إبرام نادر سعد أحد الأهالي المشاركين في الإفطار، قال إنه معجب جدا بهذه المبادرة الجميلة من أهالينا المسلمين: «لم اشعر أبدا بفارق، رغم أنني مسيحي، وتواجدت على مائدة الإفطار وشعرت بدفء الوطن، ومحبة الأديان السماوية، ونآمل في جعل هذه المبادرة كل عام، لترسيخ كل سبل المحبة والود والتعاون بين جميع المصريين».
محمد الخولي شيف، والمسؤول عن تجهيز الوجبات، بدأ منذ 4 أيام، معربا عن سعادته الكبيرة بالمشاركة قائلا: «أشعر بسعادة بالغة في المشاركة في الأعمال الاجتماعية والخيرية، التي ترسخ المفاهيم الوطنية والدينية الجميلة»، مؤكدا أنه على استعداد للمشاركة كل عام في هذه المبادرات.
تعليقات الفيسبوك