علاقة صداقة امتدت لأكثر من عشرين عامًا، تشاركا فيها لحظات الفرح والحزن سويا، «الكتف في الكتف والإيد في الإيد»، واجتمع الصديقان «محمد وفتحي» منذ 40 سنة على حب الخير وأفعاله إذ يعملان على توفير أدوية وملابس ووجبات إطعام لغير المقتدرين.
الحاج محمد: الظروف صعبة
على مدار السنوات الماضية، اتفق الحاج «فتحي العيسوي» مع الحاج «محمد المناحي»، على مساعدة الآخرين سواء ماديًا أو معنويًا، وجاء هذا الاتفاق بعد ما لاحظا الأعباء التي تقع على أهل قريتهم، حسبما روى الحاج «محمد المناحي» لـ«الوطن»: «الظروف صعبة في البلد وأي حد في ايده المساعدة لازم يقدمها حتى لو بسيطة، وإحنا ربنا كرمنا في شغلنا بسبب أعمالنا».
وفي البداية تمكن الصديقان «محمد وفتحي» بإمكانيات وموارد بسيطة للغاية، توفير 5 وجبات إطعام فقط في الأسبوع الواحد للمحتاجين، ولكن مع الوقت وبمزيد من الخبرة وبمساعدة الكثيرين ممن دعموهما نحو هدفهما النبيل، أصبحا يوزعان 300 وجبة في الأسبوع الواحد: «بنهتم أكتر بالجودة عن الكمية لأن ده في سبيل الله قبل أي شئ أخر»، وفقًا لـ«الحاج محمد».
أعمال خيرية تخللتها محبة الصداقة
وبسبب حبهما للخير، اشتهر الثنائي في القرية بأصحاب الكرم ففي أي مشكلة تحدث في بلدتهم بمجرد أن يتدخلا فيها يحدث الصلح بين الأطراف، تقديرًا لسنهما الكبير وصداقتهما التي تخللها الامتنان، إذ يقول «الحاج محمد»: «الحمد لله أحنا معروفين في البلد عندنا، من ساعات ما دخلت في شغلانة التجارة وأنا لقيت الونس بالحاج فتحي فكان خير الأنيس والجليس».
تجهيز عرائس الغير قادرين، وجبات يومية للمغتربين من محافظات أخرى، وملابس للأطفال، توفير أدوية وعلاج، شنط رمضان، أعمال خيرية تمكن الرفيقان من إنجازها سوياً بمساعدة الشباب المتطوع من قريتهم: و«لما الموضوع اتوسع أكتر في الأعمال، بدأنا نعرض على الشباب أنهم يساعدونا بحكم السن والمجهود المطلوب» وفقًا لـ«الحاج محمد».
يتمنى الصديقان مواصلة طريقهم في عمل الخير
ويأمل الحاج «محمد» أن ينعم الله عليهما بالمقدرة والدعم اللازم من الجميع، ليستطيعا إكمال مشوار الخير، الذي بدآه منذ عام وأكثر: «كل اللي بنتمناه أن ربنا يقدرنا منكسرش خاطر حد متعشم فينا».
تعليقات الفيسبوك