صوت «بقبقة» غليان الماء داخل الإناء، ترتج في أحد شوارع العمرانية، تجلس سيدة عجوز، يظهر على وجهها علامات الزمن، بابتسامتها الجميلة، أمامها بوتجاز وأنبوبة ومعدات صناعة كوب الشاي، يقف بجانبها تروسيكل، تستعين به في حمل معداتها بعد انتهاء يومها الشاق.
أجمل كوب شاي تصنعه أم حسن صاحبة الـ70عاما، هذه السيدة التي نال منها الزمن ما يكفي، جاءت من محافظة المنيا في عمرها الحادي عشر، تزوجت وأنجبت 6 من الأبناء، لتكون أسرتها التي طالما حلمت بها، لكن القدر لم يكن منصفا لها كما تخيلت، أصيب زوجها بحالة من العجز، لتصبح هي الأم والأب لأبنائها.
أم حسن أشهر سيدة تعد الشاي والقهوة في حي العمرانية
نحو 50 عاما عاشتها أم حسن في البحث عن مصدر رزق لها ولأولادها، لتتخذ من أحد شوارع العمرانية ملجأ لها وتفرش معداتها في إعداد الشاي والقهوة، لسائقي ميكروباصات الموقف وللمارة التي تتجول في الشوارع، لتصبح أشهر سيدة تعد الشاي والقهوة داخل حي العمرانية.
سبب حب أم حسن لإعداد الشاي
«انا بقالي زمن الزمن في الشغلانة دي مبعرفش أعمل غيرها جوزت منها عيالي الـ6 البنات والصبيان دي مصدر خير لينا مش مجرد شغلانة وخلاص» حسب ما روته أم حسن في حديثها لـ«الوطن»، موضحة أن أولادها أرزقية على باب الله، لذلك ما زالت تعمل حتى الأن، لمساعدتهم وأحفادها.
بداية يوم السيدة المكافحة من شروق الشمس
مع شروق الشمس، تبدأ أم حسن في إعداد المعدات اللازمة في فرش نصبة الشاي، حامله إياهم على التروسيكل التي تقوده بنفسها، ذاهبة لجلب قوت يومها، تجلس أسفل أشعة الشمس الحارقة لتقدم مشروباتها، وينتهي يومها مع غروب الشمس التي تودع يوما أخر من حياة السيدة المكافحة.
أمنية أم حسن
«سايبين أمرنا لله وهو اللي بيبعتلنا الرزق يومي نهار ما أقول إني عملت فلوس يبقى 150 الحمد لله» هكذا عبرت أم حسن، مشيره إلى أنها منذ أن بدأت في العمل على نصبة الشاي وهي متخذه من الشوارع دكانها الخاص، لذلك تتمنى أن تحصل على كشك صغير تحوي معداتها به.
تعليقات الفيسبوك