فى الوقت الذى يخلد البعض فيه إلى النوم، ولا يبذل أى مجهود، لأسباب تتعلق بمشقة الصيام، ينطلق شباب وأطفال آخرون إلى الشوارع، ويجرون لمسافات طويلة، ويقومون بتدريبات رياضية شاقة بكل حماس فى نهار رمضان.
«كيك بوكس وكونغ فو وجمباز عام»، رياضات يمارسها عدد كبير من أبناء «كفر حجازى» وقرى أخرى بمدينة المحلة الكبرى، تحت قيادة كابتن محمد شرف، الذى يتّبع معهم نظام تدريب يراه البعض خطيراً، وينطوى على حركات عنيفة، تحتاج إلى إعداد جيد، وهو ما أكده لـ«الوطن» المدرب الشاب: «قبل الإفطار بساعة نبدأ التدريب، بالجرى لمسافة 8 كيلومترات، حتى نصل إلى منطقة هويس أبوعلى، وهناك نمارس تدريبات الإعداد البدنى العام والخاص والمهارى»، ثم نعود جرياً إلى منازلنا قبل المغرب، لتناول طعام الإفطار مع الأسرة».
لا ينتهى التدريب عند هذا الحد، بحسب «شرف»، إنما يواصل إعداد اللاعبين بعد الإفطار بساعتين فى الصالة الرياضية، مشيراً إلى أنه يدرب أعماراً مختلفة تتراوح بين 5 و50 عاماً، يحاول معظمهم الالتزام بالتدريب ما لم يتعارض وقته مع العمل: «التمرين شاق جداً، لأن الألعاب التى نمارسها بها عنف، وأتبع مع اللاعبين نفس الأسلوب الذى كنت أتبعه حين كنت لاعباً».
تعديل سلوك الشباب
الرياضة عدّلت سلوكيات شباب وأطفال كثيرين، وهو ما سعى «شرف» للوصول إليه: «منذ سنوات عديدة صادفت طفلاً منحرفاً لا يتجاوز الـ10 سنوات، وحصل عراك بينه وبين أحد اللاعبين، وانبهر بقوة اللاعب ونظام حياته والتدريب، فطلب الانضمام للتدريب، وتغيرت حياته من وقتها، حصد أول جمهورية فى الكيك بوكس وبطولات عديدة، وأصبح دراعى اليمين».
10 شباب و25 طفلاً تقريباً يقوم «شرف» بتدريبهم فى أكاديمية خاصة، نظير رسم اشتراك شهرى رمزى «150 جنيهاً»، حتى تكون الرياضة متاحة للجميع، دون النظر لأى أغراض ربحية: «بعض الأشخاص يتعذر عليهم دفع الاشتراك وأتساهل معهم، وكذلك الأيتام يتدربون مجاناً».
الرياضة ليس لها عمر محدد
الرياضة ليس لها عمر محدد، هو ما يحاول «شرف» إقناع الأهالى به، الذين يرون أن ممارستها فى الكبر ضرب من المحال، كما يقوم بتدريب فتيات يدفعهن حماسهن للقدوم من محافظات أخرى أحياناً والانضمام للتدريب، ويحرص على أن يرتدى اللاعبون زياً موحداً، كنوع من الالتزام والتقدير للعبة، ولجذب آخرين لممارسة الرياضة.
بدأ «شرف» ممارسة الرياضة فى عمر 15 عاماً، وهى سن كبيرة بالنسبة للرياضة، لذلك خسر أكثر من مرة، ثم أصر على خوض بطولة ملاكمة، وبالجهد والتركيز حقق «مركز أول»، ومن بعدها توالت البطولات، إلى أن تعرّض لحادث خطير فى سن 19 عاماً، ترتب عليه عدم القدرة على ممارسة الرياضة، وبعد تجاوز مرحلة حزن ويأس، قرر مواصلة مشواره الرياضى، لكن بالتدريب، وخاض دورات تدريبية لأداء تلك المهمة، حتى وصل لوضع جيد، ودرّب شباباً وأطفالاً، حصدوا مراكز وألقاباً عديدة.يحلم «شرف» بنشر فكرة الرياضة فى مختلف المناطق، وافتتاح صالة رياضية كبيرة، لإدخال لعبة «كيك بوكس» لقريته.
تعليقات الفيسبوك