تحت أشعة الشمس الحارقة، يقف محمود عبد الناصر، 23 عامًا، حاملاً «قصعة المونة» التي يحضرها للبناء أثناء عمله في المعمار، وتفكيره ممتلئًا بالطموح، فبعد انتهاء عمله يذهب لتمرين كرة القدم، فهو حارس المرمى الأساسي لفريق شباب سمسطا بدوري الدرجة الثالثة المصري، ومازالت الأماني والطموحات تشغل عقله، ليلعب على الأقل بأحد فرق الدوري الممتاز، إذ يرى أنه يمتلك موهبة تفوق كثير من حراس المرمى.
يروي «محمود»، لـ«الوطن»، قصته التي بدأت بعمر 7 سنوات، حين خرج ليعمل في المعمار، لم يهتم كثيرًا بالدراسة فتخرج في الدبلوم التجاري، وقضى طفولته يعمل من أجل الحصول على بعض الجنيهات، موضحًا أنه تعود على العمل منذ صغره: «بدأت أشتغل وأنا لسه في أولى ابتدائي، وكنت بعمل اللي أقدر عليه، أحضر المونة للبناء، أشيل طوب ورمل، ومكنش بيهمني حاجة، حلم لعب الكورة كان دايما شاغل دماغي، عشان كده بدأت أروح أكتر من نادي لحد ما بقيت دلوقتي في نادي شباب سمسطا».
«محمود» بدأ العمل بعمر 7 سنوات
16 عاما قضاها «محمود»، عاملاً في المعمار، ومع ذلك اتجه لتحقيق حلمه أيضًا، وهو لعب كرة القدم في الدوري الممتاز، إذ يدبر يومه بين العمل والتمرين يوميًا، فالسادسة صباحًا موعد يقظته لعمله، الذي ينتهي الثانية ظهرًا، ثم يذهب متجهًا لمكان التمرين ليقضي هنالك ساعتين: «اتعودت على الشغل بس لما بيكون عندي تمرين، بشتغل نصف يومية بس، ولما مايبقاش في تمرين بشتغل لحد المغرب، وأقبض يومية كاملة».
راتب «محمود» الشهري
ما يثير الحزن في قلب «محمود»، هو رؤيته أن إمكانياته كحارس مرمى تعد أفضل من كثيرين في الدوري الممتاز، بالإضافة إلى أن راتبه الشهري 500 جنيه فقط، وهو مبلغ ضئيل مقارنة بالمجهود المبزول: «أنا الحارس الأساسي بتاع فريقي وفي الآخر بقبض 500 جنيه، وحلمي ألعب في الدوري الممتاز لأني شايف نفسي أحسن من حراس كتير».
تعليقات الفيسبوك