رغم خلو قلب الفتاة العشرينية جنة أحمد، من بهجة الورود الأسرية، إلا أنها أثمرت بساتين زينت بها حياة من حولها، من خلال مشاركتها في حملات تطوعية والنزول إلى الأماكن العشوائية والبسيطة لدب روح الحياة في شوارعها بتزيين جدرانها وإضافة لمسات جمالية، مُعتمدة على ما منحها الله من مهارات في الرسم، التي اكتشفتها منذ طفولتها وراحت تطورها بالممارسة ومشاهدة الفيديوهات، مُتكئة على حب وتشجيع جدتها.
روت «جنة»، صاحبة الـ21 عامًا، خلال حديثها لـ«الوطن»، أنها حُرمت مُبكرًا جدًا من حنان ودفء أسرتها، إذ انفصل والديها وهي لا تزال رضيعة بعمر 6 أشهر، وتزوج كلاهما من آخر، ما دفع جدتها لأمها أن تتولى رعايتها وتربيتها منذ ذلك الحين وحتى الآن، لافتة إلى أن الله أنعم عليها بموهبة الرسم وحب الفنون لتكون بمثابة البهجة في حياتها، وأنها دائمًا ما كانت تحصل في صغرها على الدرجات النهائية في مادة الرسم وتحظى بإشادة زملائها ومُعلميها، لتعود آخر كل يوم بكراسة رسمها إلى جدتها التي تحتضنها وتطبع قبلات الحب والتشجيع على وجنتيها.
مع مرور الوقت، اتقنت الفتاة العشرينية، رسم «البورتريه» بالفحم والقلم الرصاص، إلا أنها اتجهت منذ عامين إلى رسم الجداريات والمشاركة في حملات تطوعية لتزيين الشوارع.
المشاركة في حملات تطوعية لتزيين الشوارع
«بلمسة صغيرة وشوية ألوان المكان بيبقى حاجة تانية».. هكذا عبرت «جنة»، ابنة مركز أجا بمحافظة الدقهلية، عن سبب ميلها لرسم الجداريات، مُضيفة أنها ومنذ 4 سنوات تطوعت في جمعية «رسالة»، وبدأت تشارك في حملات تطوعية لتزين الشوارع والرسم على جدرانها، لافتة إلى أن أولى حملاتها التطوعية هي «إعمار» واستهدفت بعض المناطق العشوائية البسيطة بحي الدقي محافظة الجيزة، مُشيرة إلى أنها كانت تأتي من بلدتها خصيصًا للمشاركة في فعاليات الحملة، وأن أكثر ما يسعدها في الأمر هو فرحة الناس ودعائهم الصادق الجميل.
«شاركت في حملة تاني باسم الحارة وكنا ننزل المناطق العشوائية ننضفها وندهن الحوائط ونرسم عليها، ولو في حاجة ناقصة لأهالي القرية كنا بنوفرها، وكان دايمًا الأستاذ محمد حمزة هو المشجع الأول لينا وبمثابة أب لكل أفراد الفريق».. هكذا قالت الفتاة العشرينية، والطالبة بالفرقة الثانية معهد تمريض، مُضيفة أنها شاركت مطلع شهر فبراير الماضي في حملة تطوعية استهدفت تزيين مدرسة إعدادي بقرية ميت أشنا التابعة لمركز أجا محافظة الدقهلية، وأنها كانت البنت الوحيدة حينها ضمن أفراد الفريق، وتولت تصميم الرسومات في المدرسة بالكامل، وتولى باقي زملائها أعمال التشجير وما شابه، لافتة إلى أنها تحتسب تلك المشاركة من أجمل وأقوى إنجازاتها: «كنت شايلة مسؤولية الموضوع كله لوحدي من أوله لآخره».
«جنة»: أي حد يقدر ينجح مهما كانت ظروفه
على الرغم من كل الظروف التي مرت بها «جنة» بعد انفصال والديها، إلا أنها تلقت الدعم والتشجيع من جدتها، كما عَملت دائمًا على تشجيع وتحفيز نفسها لتقديم أفضل ما لديها: «كل واحد يقدر ينجح مهما كان حجم الحاجة اللي أتحرم منها، ومهما كانت ظروفه»، مُضيفة أنها تتمنى تكوين فريق تطوعي لخدمة وتزيين جميع قرى مركز أجا.
تعليقات الفيسبوك