يوسف شعبان في شخصية عباس الضو بمسلسل المال والبنون
ممرٌ على جانبيه محلات أنتيكات وتحف، تبدلت ملامحه بفعل الزمن، أصبح مكتظاً بالناس، واختفت منه روحه القديمة، بعد رحيل معظم تجّاره ومعلميه، لكنه لا يزال يذكّرنا بمشاهد مسلسل «المال والبنون»، التي تم تصويرها بداخله، ليبقى اسم خان الخليلي مرتبطًا بأبطال العمل، الذي عُرض الجزء الأول منه في عام 1993.
تغيرت وجوه صنايعية الذهب، الذين كان يذهب إليهم الفنان أحمد عبدالعزيز يومياً للتعرف على معلومات تخص الحرفة، استعدادًا لدوره داخل العمل، واختفت سمات خان الخليلي بعد أن حل الأبناء والأجيال الجديدة مكان التجار الكبار.
«في محلات اتقفلت ومحلات غيرت نشاطها، والخان بقى فيه سنتر جديد» يقولها الحاج سيف الدين علي، صاحب الـ70 عامًا، مؤكداً أن معظم أصدقائه رحلوا: «بقيت أنا أقدم واحد في المكان».
يحكي «الحاج سيف»، أنه يتذكر الفترة التي تم تصوير مسلسل «المال والبنون» فيها، حين كانت المنطقة هادئة، ويتردد عليها الممثلون للتحضير لأدوارهم، ومعاينة المكان والتعرف عليه لتقمص الشخصية بكافة تفاصيلها، مشيرًا إلى أن المنطقة كان بها تجار يشبهون سلامة فراويلة وعباس الضو: «الأسامي دي كانت موجودة بالفعل، وكانوا شغالين في الدهب، كاتب القصة جابها بحذافيرها من الواقع، بس الأجيال اتغيرت دلوقتي».
29 عامًا مرت على تصوير أول مشاهد الجزء الأول من العمل، ولا يزال الرجل السبعيني يتذكرها كأنها كانت بالأمس، يتحدث عن ورش صناعة الذهب التي انقرضت الآن واختفت بشكل كبير بعد الاعتماد على الوسائل التكنولوجية الحديثة، ومحلات نقش النحاس وورش الفضة وخان الخليلي قديمًا وربع السلحدار وغيرها، ينظر حوله ليلاحظ اختلاف كل شيء: «مفيش حاجة بتفضل على حالها كل حاجة اتغيرت واتبدلت بناس جديدة».
يؤكد «الحاج سيف» أن بعض مشاهد العمل تم تصويرها في خان جعفر وخان أبوطاقية، وحواري قديمة: «كل الأماكن جد عليها حاجات جديدة، وجت ناس جديدة وأجيال جديدة وأعمار جديدة»، مشيرًا إلى أنه تم تجديد المنطقة بالكامل، واختفت صناعة الذهب اليدوية بعد دخول الكمبيوتر عليها: «أيام المسلسل كان جرام الدهب ببلاش، سعره 3 جنيه دلوقتى بقى بألف».
تعليقات الفيسبوك