البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية رقم 117
صفات متعددة تميز بها البابا شنودة الثالث، مثل الهيبة والوقار والعلم الغزير والحكمة وامتلاكه لباقة الحديث وروح الدعابة والمرح، وهو ما برز بشدة خلال حواراته وإجاباته على أسئلة الناس، وبينما يحتفل الأقباط بالذكرى العاشرة لوفاة البابا شنودة الثالث الذي انتقل عن عالمنا في 17 مارس 2012، نستعرض في هذا التقرير أهم اللقطات الفكاهية والتعليقات التي أثارت ضحكات متابعي بابا الإسكندرية الـ117.
علاقة حب وصداقة جمعت بين البابا شنودة الثالث وفضيلة شيخ الأزهر محمد متولي الشعراوي وقتها، مواقف كثيرة بينهما سيطرت عليها روح الدعابة والمرح، وتحدث «شنودة» عن أحدها في حوار له مع الفنان سمير صبري، الذي سأله عن الجانب الفكاهي في حياته وتبادله النكات مع فضيلة شيخ الأزهر، قائلا: «معروف أن بينك وبين شيخ الأزهر مودة وحب ولقاءات عديدة، ودائمًا ما تتبادلا النكات، هو يقولك نكتة وحضرتك تقوله نكتة»، ليجيبه «البابا» ضاحكًا وفي تلقائية وسرعة بديهة: «إن جيت للحقيقة هو اللي بياخد النكت مني».
يستكمل «البابا» حديثه خلال اللقاء، ويروي أحد المواقف المُضحكة التي جمعته مع الشيخ «الشعراوي»، قائلًا إنه عند ذهابه إليه لتهنئته على توليه منصب شيخ الأزهر، وبحضور وسائل إعلامية، ألقى كل منهما كلمته الجادة التي حظت بإعجاب الجميع، مُضيفًا أنه بعد مغادرة الوسائل الإعلامية باغته شيخ الأزهر قائلًا: «سيبك أنت من الحاجات دي وقل لي آخر نكتة عن اليهود»، مُشيرًا إلى أنه ألقى عليه نكتة وقتها أثارت إعجابه وضحكه، وكانت تسخر من طمع اليهود وحبهم للمال.
وروى النكتة قائلًا: «كان اجتمع شيخ مسلم وقسيس مسيحي وراباي يهودي، وكل منهم اشترك في حديثه حول ما تصله من أموال وكيف يفرق بين ما يخصه شخصيًا وما يخص الله.. فالمسلم قال أنا أمسك العملة في إيدي، على وجه الصورة وعلى وجه آخر الكتابة، وألقيها إلى فوق، إن نزلت على الصورة تبقى ملك لله وإن وقعت على الكتابة يكون من حقي الحصول عليها.. والمسيحي قال أنا أعمل دائرتين بداخل بعضهما، وأرمي العملة لفوق، فإن نزلت على الدائرة الداخلية تكون ملكي وإن نزلت على الدائرة الخارجية تكون ملك لله.. فسألوا اليهودي وأنت ماذا تفعل؟ فقال لهم أنا رجل سلَّمت نفسي لله تمام التسليم، ليست لي إرادة شخصية على الإطلاق، أنا أمسك العملة في يدي وأرميها إلى فوق، وأقول لربنا خد ما تريده منها واترك لي الباقي».
وإلى جانب إلقاء النكات، ظهرت أيضًا روح الدعابة والمرح لدى قداسة البابا شنودة في إجاباته على أسئلة الناس، إذ سأله شخصٌ بأنه يعاني من مشكلة نسيان كل شيء وبشدة، ويطلب منه أن يجد له حلًا، ليجيبه البابا قي تلقائية ومرح قائلًا: «أنا خايف أقولك الإجابة تنساها».
وأيضًا أرسل له شخص آخر يطلب صلاته قائلًا: «صلي لي يا سيدنا أنا بقالي 5 سنوات شغال في أبو زعبل»، فأجابه «البابا» في سرعة بديهة قائلًا: «صلي لي أنت أنا بقالي 20 سنة شغال في العباسية»، وكان يقصد توليه مسؤولية البطريرك، وأن مقر إقامته كانت الكاتدرائية المرقسية بحي العباسية.
ومن المواقف الطريفة التي ذُكرت عن البابا وتداولها رواد السوشيال ميديا في ذكرى وفاته العاشرة، أنه ذات يوم أتى له شخص أردني، قال له: «أنا عندي فكرة مشروع حلو بس محتاج دعم الكنيسة، وهو أننا نملى زجاجات بالمياه من نهر الأردن اللي تعمد فيه المسيح ونبيعها في مصر للبركة»، فأجابه البابا وقتها قائلًا: «طيب ما المسيح جاء إلى مصر وشرب من مياه نهر النيل وباركه، فما رأيك لو ملينا زجاجات من مياه النيل وبعناها في الأردن؟!»، وهو ما يبين الروح الوطنية لقداسة البابا وحنكته في الإجابة على الأسئلة بروح الدعابة أحيانًا.
تعليقات الفيسبوك