تفسير حلم قتل شخص
تفسير حلم قتل شخص من بين التأويل مذكورة في كتاب «معجم تفسير الأحلام» لكل من بن سيرين وعبدالغني النابلسي؛ إذ أوضح الأول أن هناك مجموعة من التأويلات التي ارتبطت بآيات من القرآن الكريم، والمشيرة إلى التفسير السليم حسب جنس الشخص وتفاصيل الموت، والمتنوعة بين النجاة والتوبة أمام العناء.
وقال ابن سيرين إن من رأى أنه قتل إنسانا فإنه يرتكب ذنبا عظيما، ويشير أيضا إلى النجاة من غم؛ لقوله تعالى بالآية 40 من سورة طه: «وقتلت نفسا فنجينك من الغم وفتنك فتونا»، ومن شاهد بالمنام أنه يقتل نفسه أصاب خيرا وتاب توبة؛ لقوله تعالى في الآية 54 من سورة البقرة: «فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم».
ويوجد تفسير حلم قتل شخص آخر، متمثل في أن من رأى أنه يقتل فإنه يطول عمره، ومن قتل نفساً من غير ذبح أصاب المقتول خيراً، والأصل أن الذبح فيما لا يحل ذبحه ظلم، فإن رأى أنه ذبحه ذبحا؛ فإن الذابح يظلم المذبوح في دينه، أو معصية يحمله عليها.
وأما من قتل أو سمي قتيلا وعرف قاتله؛ فإنه ينال خيرا ومالا وقد ينال ذلك من القاتل، أو من شريكه، لقوله تعالى في آية 33 من سورة الإسراء: «ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطانا».
وإن لم يعرف قاتله؛ فإنه رجل كفور، إما كفر الدين، وإما كفر النعمة؛ لقوله تعالى بالآية 17 في سورة عبس : «وقتل الإنسان ما أكفر».
ومن رأى مذبوحا لا يدري الشخص الذي ذبحه؛ فإنه قد ابتدع بدعة، أو قلد عنقة شهادة زور، وحكومة وقضاء، وأما من ذبح أباه أو أمه أو ولده فإنه يعقه ويعتدي عليه، بحسب «ابن سيرين»
من رأى أنه ذبح صبيا طفلا وشواه ولم ينضج الشواء؛ فإن الظلم في ذلك لأبيه وأمه، لإن كان الصبي موضعا للظلامة، فإنه يظلم في حقه، يقال فيه القبيح كما نالت النار من لحمه ولم ينضج ولو كان ما يقال فيه لنضج الشواء، فإن لم يكن الصبي لما يقال فيه ويظلم به موضعا فإن ذلك لأبويه؛ فإنهما يظلمان ويرميان بكذب، ويكثر الناس فيهما، وكل ذلك باطل ما لم تنضج النار الشواء.
فإن رأى الصبي مذبوحا مشويا فإن ذلك بلوغ الصبي مبلغ الرجال، فإن أكل أهله من لحمه نالهم من خيره وفضله، فإن رأى أن سلطانا ذبح رجلا، ووضعه على عنق صاحب الرؤيا بلا رأس؛ فإن السلطان يظلم إنساناً، ويطلب منه ما لا يقدر عليه، ويطالب هذا الحامل تلك المطالبة، وبطالبه بمال ثقيل ثقل المذبوح، فإن عرفه؛ فهو بعينه وإن لم يعرفه كان شيخاً فإنه يؤاخذه بصدق، ويلزمه بغرامه على قدر ثقله وخفته، وإن كان شاباً أخذ بعدو وعزم.
والإقرار بقتل الإنسان يدل على نيل ولاية أو رياسة أو أمن؛ لقصة موسى بالآية 33 من سورة القصص: «قتلت منهم نفسا»، وقال العالم عبدالغني النابلسي، إن العبد إذا رأى مولاه قتله فإنه يعتقه وإن رأى أنه قتل ولم يدر من قتله، فإنه إنسان يهمل الشريعة، فإن عرف من قتله فإنه يظفر بعدوه وينتصر على قاتله، ومن رأى أنه قتل رجلا وأوداجه تسيل دما فالمقتول يناله من القاتل وما يكره من لسانه، وقيل: يصيب المقتول من القاتل خير.
ومن قتل نفسا معتمدا ظالما فإنه عاص، ومن أمر بقتل نفس فإنه ينال ولاية لقوله تعالي: «رب إن قتلت منهم نفسا»، فنال الولاية بعد إقراره، وقيل من رأى أنه قتل فقد جحد صلاة أو تركها، ومن رأى أنه قتل ولده نال رزقا، ومن رأى أنه قتل مئتي نفس قضى عنه مئتي درهم دينا وأزال عنه هما.
وبعيدا عن تفسير حلم قتل شخص، من رأى أنه قتل في سبيل الله، دل على الربح والتجارة ونجاز الوعد، وربما مات الرائي مطعونا وأو مردوما أو غريقا أو مبطونا، وإن كان المقتول يقول شهادة عند الحاكم قبلت شهادته، وربما حصلت له دنيا طويلة ونعمة ظاهرة.
تعليقات الفيسبوك