الأطفال في ورشة الزراعة
سنوات طويلة عاشها في الاعتناء بذوي الاحتياجات الخاصة، طوال هذه السنوات كان يدور في خلده سؤال واحد فقط: «ماذا يعملون في سن الشباب»، لكنه لم يصل لإجابة تثلج صدره، حتى توصل لمبادرته التي تعدهم لسوق العمل المناسب لقدراتهم، باختلاف الورش التدريبية المقدمة، داخل المبادرة تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعي.
منذ ما يقرب من عام أطلق هاني سمير مبادرته الذي أطلق عليها اسم «نور»، نسبة لما تقدمة من فرص عمل وتدريبات تلائم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، قائلا: «أنا بشتغل في المجال دا من 24 سنة، وطوال الوقت بفكر أما الأولاد دي تكبر هيعملوا ايه وواجبنا تجاهم ايه ولازم نقدم حلول عملية» حسب ما رواه لـ«الوطن».
في يوم ما شارك «هاني» في إحدى القافلات لـ8 محافظات، عبر مركب عائم، شاهد خلاله حوالي 3000 حالة لذوي الاحتياجات في سن الشباب لم يمتلكوا شيئا في أيديهم «عمل، موهبة»، ليأخذ القرار الصائب في البدء على مساعدة هؤلاء الشباب: «أما شوفت الحالات دي رجعت أدور على حاجة تقدر تفيدهم لحد ما لقيت مكان فاضي قولت هعمل المبادرة عليه»، بحسب تعبيره.
على مساحة 200 فدان في جمعية عرابي بالعبور، كان مقر مبادرة «نور» بمشروعاتها المختلفة التي تهدف إلى تأهيل وتشغيل ذوي الإعاقة فوق سن الـ18 عاما، تحتوي على العديد من الورش التدريبية والإنتاجية منها السجاد، الخزف، المطبخ، الخياطة، والنجارة، فضلا عن صالة ألعاب رياضية بمختلف أنواعها، منها: كرة القدم، السباحة، وألعاب القوى.
كما أن هناك مركز طبي شامل بجميع العيادات، بجانب فصول تكامل حسي وتنمية المهارات للأطفال من ذوي الإعاقة: «احنا موفرين كل اللي يحتاجوه في المكان والورش الإنتاجية عندنا منها ندرب الأولاد، ومنها نبيعه عشان يبقى فيه دخل للمكان»، حسب ما ذكره «هاني»، فضلا عن تنفيذ فكرة الكفالة للأسر التي تعاني من حالة اقتصادية صعبة.
ويبدأ العمل في مقر المبادرة من الساعة 9 صباحا حتى 3 عصرا لمدة 5 أيام في الأسبوع.
فحص وتشخيص الحالة عند قدومها للمكان ووضع البرنامج المناسب لقدراتها، ثم تبدأ مرحلة التدريب، وبعد انتهاء المدة المقررة على حسب قدرات الشخص يتم توفير فرص عمل لهم سواء داخل المقر أو مكان تابع لهم، يؤكد «هاني»: «احنا عندنا ناس كتير شغالة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وعلى حسب ميول الشخص بنوفرلهم فرص مناسبة».
تعليقات الفيسبوك