شكل كوكب الأرض الحقيقي
على مدار سنوات كثيرة، دار جدالًا حادًا بين البشر حول شكل كوكب الأرض الحقيقي، واستغرق الأمر وقتًا كبيرًا من العلماء حتى تأكدوا من شكلها، وبنوا على ذلك الكثير من النظريات العلمية التي قامت عليها عدة تطبيقات، ومع أن الإنسان نجح في ابتكار صواريخ تنقله إلى الفضاء، وصار قادرا على استكشاف الكون بصورة أدق من الماضي، لا يزال هناك مشككين في شكل الكرة الأرضية.
واعتقد البشر في الماضي أن الأرض مسطحة وممتدة إلى الأمام، وهو اعتقاد ما زال قائما حتى الآن لدى البعض، ولكن أثبت العلماء بدلائل قوية، أن الكوكب عبارة عن جسم يبدو مستديرا عند رؤيته من الفضاء، ووجدوا أن شكل كوكب الأرض الحقيقي أقرب إلى شكل بيضاوي، بحسب «ناشونال جيوجرافيك».
ويعد «أرسطو» الذي عاش بين عامي 384 و322 قبل الميلاد، أحد الأوائل الذين أدركوا حقيقة أن كوكبنا كرة مستديرة، إذ لاحظ خسوفًا للقمر وأن الكرة المستديرة فقط هي التي يمكن أن تشير إلى ظل دائري، بعد ذلك، صرنا نعرف أن شكل كوكب الأرض الحقيقي بيضاوي.
شكل كوكب الأرض الحقيقي عند خط الاستواء، أوسع من عند القطبين بحوالي أكثر من 21 ألف كيلو متر، وذلك بسبب قوة الطرد المركزي الناتجة عن الدوران المستمر للكرة الأرضية، ويصف العلماء الأرض بأنها مسطحة عند القطبين ومنبعجة عند خط الاستواء.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن شكل كوكب الأرض الحقيقي ليس ثابتا دائمًا، أحيانًا يكون هذا التغيير دوريًا بسبب المد والجزر اليومي، والذي يؤثر على كل من المحيط والقشرة الأرضية؛ وفي بعض الأحيان يكون التغيير بطيئًا وثابتًا، كما هو الحال مع انجراف الصفائح التكتونية أو ارتداد القشرة بعد ذوبان طبقة ثقيلة من الجليد؛ وأحيانًا يتغير شكل الكوكب بطرق عنيفة وعرضية أثناء حدوث الزلازل أو الانفجارات البركانية أو ضربات النيازك.
شكل كوكب الأرض الحقيقي لا يشبه أي عالم آخر، فهو الكوكب الثالث في المجموعة الشمسية، والمكان الوحيد في الكون المؤكد بأن عليه حياة، ونصف قطر الكرة الأرضية يبلغ 3959 ميلًا، وهو خامس أكبر كوكب في المجموعة الشمسية، والوحيد المعروف باحتوائه على مياه سائلة على سطحه.
تدور الأرض حول الشمس مرة كل 365.25 يومًا، ونظرًا لأن سنوات التقويم لدينا تحتوي على 365 يومًا فقط، فإننا نضيف يومًا كبيسة إضافيًا كل أربع سنوات لحساب الفرق، وتدور الأرض حول محورها مرة كل 23.9 ساعة، وينتج عن هذا تعاقب الليل والنهار لسكان السطح، ويميل محور الدوران بمقدار 23.4 درجة بعيدًا عن مستوى مدار الأرض حول الشمس، ما يمنحنا الفصول الأربعة.
يحتوي كوكب الأرض على جبال ووديان وبراكين، مثل كوكب الزهرة والمريخ، ولكنه يتميز عنهم باحتوائه على 70% من المياه، إذ أن سطح الأرض مغطى بمحيطات من المياه السائلة التي يبلغ متوسط عمقها 2.5 ميل، وتحتوي تلك المسطحات على 97 % من البراكين الموجودة في الكوكب.
لا يغذي الغلاف الجوي الحياة على الأرض فحسب، بل يحميها أيضًا، لأنه سميك بدرجة كافية لدرجة أن العديد من النيازك تحترق قبل وصولها إلى الكوكب، نتيجة الاحتكاك بالغلاف الجوي، كما تمنع الغازات مثل الأوزون الضوء فوق البنفسجي المدمر للحمض النووي من الوصول إلى السطح، وعلى الرغم من كل ما يفعله غلافنا الجوي، فهو رقيق بشكل مدهش، ويقع 90% من الغلاف الجوي للأرض على بعد 10 أميال فقط من سطح الكوكب.
تعليقات الفيسبوك