معرض الدقي المخفض للكتاب يستمر حتى 7 مارس
شهد معرض «كتاب الدقي المخفض»، المنعقد حاليا، إقبالا كبيرا خاصة قسم الكتب المستعملة، إذ يمكن لرواد المعرض الحصول على روائع الأدب والثقافة بأسعار رمزية لا تتجاوز الـ5 جنيهات، وأحيانا مجانا، وهناك إقبال على قصص مكتبة الأسرة للناشئين وسلاسل ما وراء الطبيعة ورجل المستحيل ومجلات ميكي، التي تتخطفها الأيادى بسرعة حتى كادت تختفي فى أول أيام المعرض.
تحكي نورا نبيل مسئولة تنظيم ومبيعات قسم الكتب المستعملة بمعرض الدقي المخفض للكتاب، أن قسم الكتب المستعملة مميز جدا، ففيه يبدو التواصل بين الأجيال، والتقاطع ما بين الماضي والحاضر والمستقبل، فالمقبلين عليه ليس فقط ممن يحتاجون إلى كتب بسعر منخفض، بل أحيانا يكونون من محبي الكتب القديمة، أو من المتبرعين بالكتب المجانية، أو الذين يقومون بتبديل الكتب من أجل شراء أخرى جديدة بنفس الأسعار.
تشير «نورا» إلي أن قسم الكتب المستعملة مقسم بحسب نوع الكتب، ولكن هناك تقسيمة أخرى حدثت دون تدخل منهم كمسئولين عن المعرض والتي جعلت لكل قسم فئة عمرية خاصة به: «في قسم الكتب المستعملة هناك ركن مخصص للكتب المجانية، وفي الغالب يكون المتبرعين بها كبار السن، الذين لا يرغبون في الاحتفاظ بالكتب القديمة، أو لديهم فائض منها، فنادرا ما نجد شباب أو فتيات يقومون بالتبرع بالكتب، وبعد الحصول على الكتب التى تم التبرع بها، نقوم بتصنيفها، ونرتبها ونقدمها بشكل مجاني للراغبين».
بصوت هادئ يمتلئ بالخبرة في تنظيم المعارض تؤكد «نورا» أن الشعور بالدهشة ينتاب البعض بسبب شكل التقسيم الذي حدث داخل قسم الكتب المستعملة، من حيث الفئة العمرية، ولكن من وجهة نظرها هذا معبر عن واقع الحنين لدى بعض الأشخاص أو أجيال تجاه الأعمال الروائية والأدبية المرتبطة بفترة شبابهم أو حتى مراهقتهم.
وعلي سبيل المثال، بحسب «نورا»، هناك قسما آخر خاص بقصص وروايات مكتبة الأسرة التي في الغالب تبدأ أسعارها من 5 جنيهات، وهو القسم الذي كان الإقبال عليه أكثر من الفئة العمرية من 30 إلى 40 عاما: «بعد فترة من الملاحظة اكتشفت أن سر إقبال تلك الفئة على قصص مكتبة الأسرة رغم أنها في الأساس للمراهقة والناشئين هو الشعور بالحنين وهو ما أخبرني به أحد الزوار الذي يتجاوز الـ30 عاما، وأن مكتبة الأسرة تذكره بمراهقته وفترات الإجازة الصيفية التي يقضيها في قراءة تلك الكتب، خصوصا أنه لم يعد يجدها متوفرة في الأسواق».
أما الفئة العمرية الأصغر التي تبدأ من سن المراهقة إلى بداية العشرينيات، فالإقبال دوما يكون على قسم الكتب المستعملة لاستبدال كتب: «الشباب الصغير والمراهقين يأتي فقط لاستبدال كتبهم القديمة أو التي سبق وتم قراءتها، وبنفس المبلغ يقومون بشراء كتب جديدة ولكن إقبالهم يكون على الروايات والكتب الأدبية الحديثة التي تدور حول الرعب والتنمية البشرية، ولا يحاولون حتى إلقاء نظرة على الكتب المستعملة للبحث عن عناوين مناسبة لهم».
تعليقات الفيسبوك