نعمة سعيد
الكفاح ليس مجرد كلمة بل السعي على الأشواك، وقد كان طريق نعمة سعيد، مليئًا بعقبات كادت أن تقضي عليها، لكن حبها للحياة وإيمانها بنفسها جعلها تتغلب على إعاقتها الحركية وترتقي لمستويات لم تحلم بالوصول إليها، وأصبحت أول فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة تحصل على ماجستير من الجامعة البريطانية.
معاناة «نعمة» بدأت منذ ولادتها وخروجها للحياة، ليضاعف الألم مرتين لإعاقتها الحركية وعدم قدرتها على ممارسة الحياة بشكلها الطبيعي، فقد كانت مقيدة على كرسي متحرك يلزمها في كل حركة لها، وكأنه التوأم المتطابق لها لمساعدتها على القيام بالمهام المختلفة: «أنا مولودة مش بمشي بس الحمد لله راضية بكل اللي ربنا كتبهولي».
تعيش «نعمة» في مدينة فوه بمحافظة كفر الشيخ، وواجهت عقبات وصعوبات كثيرة وكان أقوى تحدٍ لها هو استكمال تعليمه، فقد كانت الظروف ضدها من كل الجوانب، ولكنها لم تنصاع لرغبات أسرتها بالتخلي عند دراستها خوفًا عليها بسبب ظروفها المرضية، واستكملت تعليمها داخل الأزهر الشريف وتخرجت في كلية أصول دين، وحصلت على دراسات إسلامية واتجهت لدراسة إدارة الأعمال، لتصبح أول فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة تحصل على ماجستير من الجامعة البريطانية وتم تكريمها في حفل كبير: «أهلي كانوا خايفين عليا لأن المدرسة كانت أدوارها عالية وبتبهدل في الطلوع والنزول لكن أنا صممت أكمل».
لم تستسلم «نعمة» لصعوبات الحياة، بل جددت نشاطها بالعمل في أكثر من مجال، بداية من مؤسسة بهية لعلاج سرطان الثدي لمدة عامين، ثم في تدريس طلاب الأزهر وتحفيظ الأطفال القرآن حتى مجال التسويق الأون لاين: «احنا نقدر نعمل كل حاجة زي ما بيقولوا قادرون باختلاف».
سعت «نعمة» لتركيب أطراف صناعية لكن الحظ لم يحالفها، وتتمنى أن تحصل على فرصة فيبقى الأمل ولو بنسبة ضعيفة.
تعليقات الفيسبوك