الضريح القديم
اكتشف علماء الأثار في بريطانيا كنزا ثمينا في ضريح قديم، إذ وجدوا أن هذا الضريح يضم أكبر موقع غير قانوني لصياغة الفضة في البلاد خلال العصر الروماني، وعثر علماء الآثار على كمية هائلة من مادة الليثارج، وهي عبارة عن أكسيد الرصاص ومنتج ثانوي لاستخراج الفضة، ما يشير إلى أن هذا الموقع كان يعود لعشيرة تصهر المعدن للحصول على مادته الثمينة، يعود تاريخه لقرنين الـ3 والـ4 الميلادي، وذلك بالإضافة إلى المشغولات اليدوية والموقع نفسه.
وجد العلماء 15 كيلو جرامًا من «الليثارج» في مزرعة «جرانج» التي تقع في منطقة «كنت»، وهو أكبر كمية تم اكتشافها على الإطلاق في موقع روماني في بريطانيا، وجدها علماء مشروع بحثي عمره 15 عامًا انطلق في 2005 و2006 قبل بناء منازل في تلك المنطقة، بحسب «ديلي ميل».
يقول الباحثون إنه من المحتمل أن يكون هذا الضريح لعشيرة كبيرة كانت تعمل أيضًا في الأرض والصيد وتربية الحيوانات والمعادن، ونظرًا لأن القرنين 3 و4 في العالم الروماني كانا قائمين اقتصاديا على الذهب والفضة، ارتبطت السيطرة على تلك المعادن ارتباطًا وثيقًا بالضرائب الإمبراطورية، وهذا هو السبب في أن المحققين يعتقدون أن صياغة الفضة ربما تم بشكل غير قانوني.
يقول الدكتور جيمس جيرارد، كبير المحاضرين في علم الآثار الرومانية في جامعة «نيوكاسل»: «سبب تكرير الناس للفضة من السبائك المعدنية الأساسية الغنية بالفضة يعد لغزًا، والأشياء التي تم صهرها هو لغز أيضًا، ربما لم تكن عملات معدنية، لأن العملة في هذا العصر بها القليل من الفضة، ونتوقع أن يكون تكرير الفضة هنا إما تم رسميًا من قبل الدولة الرومانية، أو ربما بشكل غير قانوني».
الباحثون عثروا على أكثر من تابوت في الضريح، لكن التابوت الرئيسي مدفون فيه سيدة، عبارة عن تابوت مبطن بالرصاص، والفضة التي وجدت والضريح نفسه يشيران إلى أن تلك السيدة كانت ذات ثروة رهيبة، إذ يتطلب الأمر موارد لبناء هيكل مثل الضريح ووضع شخص ما في تابوت من الرصاص، ولكن على الرغم من ذلك كانت تعيش حياة صعبة للغاية بسبب أنها مصابة بالفصال العظمي.
من الأدلة على أن الضريح يعود لأشخاص يمتلكون ثروة رهيبة أيضا المجوهرات الذهبية الموجودة في أنقاض الضريح، بما في ذلك عقود وأساور مصنوعة من حلقات مزدوجة من الذهب المزركشة مترابطة بخرز متعدد الوجوه من الفريسيتات.
تعليقات الفيسبوك