متعة كبيرة يجدها الرجل الستيني «محمد»، ابن محافظة القاهرة، وهو يجلس أمام ورشته، ممُسكًا بمخرزه، مُنهمكًا في ممارسة مهنة التنجيد التي توارثها عن أبائه وأجداده، بعد أن تعلمها وهو طفلًا من شقيقه الأكبر، محاولا بمهارته وخبرته الكبيرة، الحفاظ على بقائها ثابتة أمام كل الصيحات الحديثة.
بحبٍ شديد للمهنة، وبفخرٍ ملحوظ، بدأ محمد مفيد، 64 سنة، من أبناء حي السيدة زينب محافظة القاهرة، يحكي في حديثه لـ«الوطن»، أنه تعلم حرفة التنجيد، منذ أن كان في العاشرة من عمره، على يد شقيقه الأكبر، الذي توارثها عن أبيه، موضحًا أنها مهنتهم أبًا عن جد.
«محمد» يتعلم مهنة التنجيد على يد شقيقه
بدأ «محمد» بالعمل رفقة شقيقه في الورشة كصبي صغير، ومع مرور السنون ولحبه الشديد لها، أصبح يستطيع العمل بمفرده، حتى صار صنايعي وهو في الثلاثين من عمره: «بستمتع وأنا بشتغلها، وبننتج كل حاجة سواء مراتب أو مخدات»، بحسب ابن محافظة القاهرة، الذي أكد أن المراتب القطن ذات التجنيد اليدوي، أفضل من كل ما ظهر حديثًا: «مفيش أحلى من الطبيعي، وبيكون مريح أكتر للجسم».
سنوات كثيرة قضاها الرجل الستيني داخل ورشته التي شهدت على مهارة عائلته في التنجيد على مدار أكثر من 60 عامًا، بحسب روايته، مُضيفًا أنه سيظل في هذه المهنة طوال سنوات عمره المتبقية: «مهنتي ومليش غيرها، ومعرفش ولا أحب أشتغل أي حاجة تاني»، مُضيفًا أن ما يُحزنه هو كونها ستختفي من منزله من بعده؛ في ظل اختيار ابنه لطريق آخر بخلاف التجنيد.
«ابن شقيقته»: لسة لينا زبون
وإلى جوار «محمد»، يجلس ابن شقيقته، محمود عبدالغفار، صاحب الـ55 عامًا، والذي لم يكن أقل حبًا للمهنة عن خاله، وراح يمارسها باستمتاع على مدار سنوات طويلة: «رغم كل اللي ظهر جديد، إلا أننا لسة محافظين على المهنة ولسة لينا زباين بيستنوا شغلنا».
تعليقات الفيسبوك