12 سنة وأكثر أجبر فيها ضمور العضلات، «سراج» على الكرسي المتحرك بعد أن سبب له إعاقة حركية، والكثير من الآلام النفسية التي لم يستطع تخطيها إلا بعد أن عرف طريق الرسم، بعد أن وجد فيه الشيء الذي يُشعره بأنه على قيد الحياة وبأنه قادر رغم الإعاقة على صناعة مستقبل له.
سراج محمد، شاب يبلغ 20 عامًا، من المحلة الكبرى، منذ أن هاجمه مرض ضمور العضلات، ومع الوقت بدأ يفقد القدرة على الحركة وكذلك التحكم في يديه: «قعدت على كرسي من وأنا في 2 ابتدائي، ومع الوقت الحالة زادت ورجلي مبقتيش ببتفرد ولما وصلت إعدادي بقيت مش بعرف أرفع إيدي».
حصول «سراج» على الشهادة الإعدادية
الحالة التي وصل إليها الطفل حينها، أجبرته على عدم إكمال دراسته والاكتفاء بما وصل إليه حتى الصف الثالث الإعدادي، رغم تفوقه دراسيا: «كنت شاطر في مدرستي، وجبت مجموع كبير يدخلني ثانوي عام، بس ظروفي الصحية منعتني أكمل تعليمي»، وفي السنة التي منعه فيها المرض من استكمال دراسته، أنعم الله سبحانه وتعالى موهبة الرسم، التي تعلق بها منذ أن تعرف عليها وأصبحت شاغله الأول والأخير حتى الآن: «رغم إني بدأت في الأول بحاجات بسيطة نقدر نقول عليها شخبطة أكثر من الرسم، بس حسيت إن ربنا بينعم عليا بحاجة تفرحني تصبرني على مرضي».
يرسم «سراج» بصباعين فقط
«سراج» من حبه في الرسم وتعلقه به، ظل يطور من نفسه وقدراته به طوال السنوات الماضية، حتى وصل إلى مستوى جيد للغاية على الرغم من أنه لا يستطيع تحريك أي أصابع يديه سوى اثنين منهم: «برسم بصباعين بس في إيدي اليمين، والبركة في عيلتي بيساعدوني وبيحركولي اسكتش الرسم، كل ما أحتاج أحركه عشان أكمل رسمتي، وبيناولوني الأدوات اللي بحتاجها».
يتعايش «سراج» مع مرضه وإعاقته بفضل الرسم، ولهذا يحلم بأن يصبح رسام مشهور صاحب معارض وكل الناس تعرفه ويصل إليها فنه من رسوماته المختلفة: «رغم المجهود اللي بعمله، بس عندي أمل أن الناس كلها تعرفني وتعرف رسمي».
تعليقات الفيسبوك