كثير يتغاضون عن أحلامهم وتخيب آمالهم إذ أغلق العمل أبوابه أمام المؤهل الدراسي الذي صارعوا لسنوات طوال من أجل الالتحاق به وتحقيق أحلامهم، «محمد»، ابن المنوفية، يقف في أحد شوارع العتبة وأمامه عربة عليها الأواني الفخار يحاول بيعها على أمل أن يساعده في توفير قوت يومه، اتخذها كمهنة له على الرغم من تخرجه في كلية الهندسة.
محمد جمال، صاحب الـ 27 عاما من مواليد مركز أشمون بمحافظة المنوفية وحاصل علي بكالوريوس في الهندسة والتكنولوجيا «هندسة معمارية» في عام 2019 يروي في حديثه لـ «الوطن» أنه بعد التحاقه بكلية الهندسة قرر العمل بجانب دراسته من أجل الإنفاق على نفسه «أنا أبويا من المنوفية وإخواتي في المنوفية ولما دخلت كلية الهندسة بقيت أجيب الأواني الفخارية وأبيع في أيام الخميس والجمعة اللي مفيهاش محاضرات».
معاناة محمد بعد تخرجه في الكلية
يعيش الشاب العشريني مع أصدقائه في شقه إيجار بمبلغ قدره 150 جنيها شهريا «كل واحد فينا أنا وصحابي أخدله سرير»، بخلاف فواتير الكهربا والمياه والغاز، فضلا عن الاحتياجات المعيشية الأخرى التي دفعته في النهاية لبيع الأواني الفخارية «باجي كل يوم من الساعة 11 الصبح لغاية 12 باليل».
سنوات قضاها في بيع الأواني الفخارية منذ 6 سنوات يبيع «محمد» الأواني الفخارية ولكنها لم تكن المهنة الأولى التي لجأ إليها، حيث كان لديه شغف في العمل منذ الصغر «اشتغلت حاجات كتير قبل الكلية كنت بطلع مع مقاول واشتغلت في مطاعم ولكن دي اللي ثبت عليها ولقيتها مناسبة أيام دراستي»، وبعد تخرجه حاول كثيرا الحصول على وظيفة بمؤهله الجامعي «بعد لما اتخرجت قدمت على كذا حاجة لكن لسه مفيش».
الرغبة في وظيفة بمجال الهندسة
«الشغل مش عيب طالما بالحلال»، هكذا يرد «محمد» على المتطفلين الذين يعتبرون مهنته ذات شأن قليل، خاصة أنه حاصل على بكالوريوس الهندسة المعمارية، «أنا الحمد لله راضي بنصيبي ومتأكد أني ربنا هيكرمني» مختتما حديثه: «نفسي أستقر في وظيفة ثابتة وشغلانة تكون في نفس مجالي ويكون ليا دخل ثابت».
تعليقات الفيسبوك