مهارة كبيرة تُظهرها «المعلمة زينب» وهي تقف بجسدها النحيل أمام محل جزارة في سوق باب اللوق بحي عابدين في محافظة الجيزة، تعتلي قاعدة خشبية وتنهمك في تقطيع اللحمة بحرفية كبيرة وشجاعة لا تتفق مع أنوثتها، مما خلق حالة من الغرابة والإعجاب بين جميع رواد السوق.
زينب بدرالدين، 42 سنة، تعيش في حي الأسمرات، التي توقفت عن تقطيع اللحمة وراحت تحكي لـ«الوطن»، وابتسامة صافية ملأت على وجهها، أنها أحبت مهنة الجزارة وتعلَّقت بها منذ أن كانت طفلة؛ إذ بدأت تمسك بالسكين وتتشجع على تقطيع اللحمة وهي في الثانية عشر من عمرها: «المعلمة صاحبة المحل هي اللي علمتني ولحد دلوقتي شغالة معاها».
مهارة المعلمة «زينب» في تقطيع اللحمة
بالرغم من الابتسامة الطيبة الهادئة والملامح الأنثوية الجميلة، التي تعتلي وجه المعلمة «زينب»، إلا أنها تُظهر شجاعة كبيرة في التعامل مع السكاكين بأحجامها وأنواعها المختلفة أثناء تقطيع اللحمة، وهو ما جعلها مصدر حب وإعجاب لكل من يراها: «أهم حاجة في الجزارة هو تفتيح العين.. الواحد لازم يكون مركز جدًا»، مُضيفة أنها في صغرها فقط كانت تخشى مسك السكين بينما الآن لا تجد أي صعوبة.
فنيات كثيرة شرحتها المعلمة «زينب» في مهنة الجزارة، موضحة أنه من الضروري معرفة نوع اللحمة التي تتعامل معها قبل تقطيعها: «لازم أبقى عارفة دي سمانة ولا كتف ولا موزة ولا وش.. كل حاجة وليها طريقة تتقطع بيها»، التي استكملت أنه يُمكنها أيضًا ذبح الخرفان والعجول بمفردها، إلا أنها عند ذبح العجول تحتاج لمن يساعدها بسبب عدم كفاية قدرتها البدنية.
«زينب»: في السوق راجل والبيت ست
«أول ما أدخل السوق بتحول راجل».. هكذا قالت المعلمة «زينب»، موضحة أنها كثيرًا ما تتلقى عبارات حب وإعجاب من رواد السوق وهم يمدحون شجاعتها ومهارتها ورغبتها الشديدة في العمل: «أهم حاجة عندي أن الزبون يبقى مبسوط.. ولو كان مكشر أنا بضحكه»، وأن زوجها توفي منذ نحو 13 عامًا ولديها ابنتين إحداهما متزوجة والأخرى في الصف الأول ثانوي تجاري، وأنها عند عودتها إلى منزلها آخر كل يوم، تنزع عنها ثوب الرجولة وتعود إلى دورها كأم وربة منزل.
تعليقات الفيسبوك