الأب المُتغيب
قبل أذان فجر يوم 15 أبريل الماضي، استيقظ نبيل جمعة محمود، وتسلل خارج منزله دون أن يشعر به أحد، ومن وقتها لم يعد إلى بيته، الذي شهد على زواجه وإنجابه وكثير من الذكريات بحلوها ومرها، ما أصاب أبنائه وزوجته وأشقائه بحالة صدمة، لدرجة أنهم يعيشون جميعا على أمل أن يعود والدهم إلى المنزل مع كل طرقة على بابه.
«نبيل» صاحب الـ55 عامًا، يعيش مع أسرته المكونة من زوجة وولد و3 بنات، في حي أرض اللواء بمحافظة الجيزة، ويعاني من أعراض فقدان الذاكرة، خرج من منزله قبل أكثر من 9 أشهر: «في الفترة الأخيرة كان تعبان، ومكنش عارف حد قدامه»، بحسب حديث شقيقه «عاطف» لـ«الوطن».
طرقت أسرة الأب المتغيب كل الأبواب، على أمل أن يعثروا عليه أو حتى على أي معلومة تدلهم إلى طريقه، ولكن النتيجة دائما مخيبة للآمال: «أيام وأسابيع وشهور طويلة، بندور عليه ومفيش نتيجة لحد دلوقتي، زي ما يكون الأرض بلعته، ونفسنا نطمن عليه ومحتاج إيه».
لمدة 3 شهور من وقت تغيب الأب، كانت تصل إلى الأسرة بين الحين والآخر، أنباء عن تواجده بأحد الأماكن من قبل جيرانهم بنفس المنطقة التي يسكنون بها: «كانوا بيقولوا لنا إحنا شوفنا أبوكم في المنطقة كذا»، فيهرولون إلى هذه الأماكن ولكن دون فائدة، وبعد ذلك انقطعت كل المعلومات عنه، وفق ما يؤكده شقيق المتغيب.
الأب متغيب عن منزله حاليًا منذ 244 يوما، ورغم ذلك لا يزال أفراد أسرته متمسكون بالأمل وأن يشاهدوه ويطمئنوا عليه: «ابنه وبناته وكلنا هنتجنن عليه، نفسنا نلاقيه ويرجع يقعد وسط أهله وناسه، ويجوز عياله ويفرح بيهم، عايزين أي حد يدلنا عليه».
تعليقات الفيسبوك