منذ نعومة أظافره واجه العديد من الصعوبات، ولد بعدم اكتمال الحنجرة لنقص الأكسجين في أثناء ولادته، منذ الشهر الرابع اكتشفت والدته أن ابنها غير طبيعي، جذب انتباهها عدم تحرك عينيه ونظره دائما للسقف وعدم سمعه للحديث، فضلا عن تأخره في كثير من الأشياء، عندما أصبح عمره عامين تم تشخيصه بأنه مريض تخاطب، ليقضي ما يقرب من عام في علاج التخاطب، قبل أن يتضح أنه تم تشخيصه خطأ.
بداية علم الأسرة بمرض الطفل
محمد أشرف، طالب بالصف الأول الثانوي دمج، أظهر ذكاءه الحاد وبراعته في الابتكارات والاختراعات ويذهل الجميع، ليثبت أن المصاب بالتوحد يستطيع فعل المستحيل: «عرفنا انه مصاب بالتوحد بعد ما قضيت سنة بعالج فيه من التخاطب خدت صدمة عمري خاصة إنه الطفل الأول وجه بعد معاناة مكانش في إيدي حاجة غير الدعاء»، حسب ما روته والدته لـ«الوطن».
في عمر الـ 4 سنوات، بدأ «محمد» في رحلة العلاج من التوحد، مستعينًا بجلسات التخاطب، علي الرغم من الحالة المادية السيئة التي تمر بها العائلة، «ظروفنا وحشة بس قولنا ربنا هيحاسبنا عليه لو سبناه كدة» حسب والدته، كانت والدته دائما مستعينة بالدعاء، إلي أن جاء اليوم التي ذهبت فيه لإحدى الجلسات، إذ قالت لها الاخصائية إن محمد لا يستطيع جمع 2+3، ليشاء الله ويغير كل شيء في لحظة.
«محمد» تحدى نفسه
الآلاف من الأرقام حسبها «محمد» بطريقة غريبة، ليصاب جميع من في المكان بالذهول والصدمة، ويتسائلون كيف لطفل مصاب بالتوحد لا يستطيع التركيز أن يجمع كل هذه الأرقام في ثوانٍ دون استخدام الآلة الحاسبة، ليبدأ بعد ذلك التحدث باللغة العربية الفصحى فقط، والاتجاه للاختراعات، إذ لم يكن مثل باقي الأطفال في اللعب، بل كان يقوم بكسر ألعابه لإخراج جهاز المغناطيس منها واستخدامه في أشياء أخرى.
الطاقة الكهرومغناطيسية كانت الفكرة الأولى التي نطق بها الطفل، بعد ذلك كان يتحدث عن الجيولوجيا والمنخفض الجوي وسرعة الرياح، وجميعها أشياء غريبة ومعقدة لطفل في مثل عمره، بجانب أنه يستغرق نحو 3 ساعات ذهابا وإيابا للتفكير في حل المشكلات، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه كان يواجه التنمر بجمل «إنت مجنون، إنت أهبل وعبيط وغيرها» لكنه لم يدرك معنى هذه الكلمات التي كانت تؤثر على والدته بشكل كبير.
مواهب متعددة
متعدد المواهب في الرسم والرياضيات، والألعاب الرياضية، والبرمجة، والكمبيوتر، وتعلم الروبوت، وألعاب القوى التي حصد بها المركز الأول على الجمهورية لذوي الاحتياجات الخاصة، كما أنه انضم للعديد من المسابقات للابتكارات والاختراعات ليحصد بها المراكز الأولى، مثل مشروع مدينة صناعية خالية من التلوث، وجهاز لتعطيل القنابل بالطاقة الكهرومغناطيسية، وجاري العمل علي مشروع إعادة تدوير المخلفات إلكترونيا بالاشتراك مع جامعة طنطا.
صاحب الـ16 عاما ليس له سوى شقيقيه «عمار ورحمة» ولا يملك أي صديق لابتعاد الجميع عنه، بحسب والدته: «أنا وباباه بنحاول نعوضه إنه يكون عنده أصحاب مش بيقعد غير مع إخواته ونفسه يبقى عنده صاحب لأن إخواته مش في كل الأوقات معاه».
تعليقات الفيسبوك