الأكوافوبيا أو الهيدروفوبيا أو فوبيا الماء.. كلها مسميات لمشكلة نفسية واحدة، يُصاب بها الأفراد، وتُسبب لهم الخوف المستمر وغير العقلاني وغير المُبرر من الماء أو أي شيء يتعلق به، ومن أهم الأسباب التي تؤدي للإصابة بهذه المشكلة النفسية، التعرض لتجارب سلبية حول الماء في سن الطفولة المُبكرة.
ذكر الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، في حديث لـ«الوطن»، أن فوبيا الماء إحدى أنواع الرهاب الاجتماعي، وعبارة عن خوف مستمر وغير مبرر وغير عقلاني من الماء، وأن المُصاب بها دائمًا ما يستحضر في ذهنه كل التخيلات والأفكار السلبية للماء، بمجر تعرضه له، كما تراوده أفكار الموت بشدة، وهو ما يُسبب له الهلع غير الطبيعي.
أسباب الإصابة بفوبيا الماء
وأوضح «هندي»، أن من أهم أسباب الإصابة بفوبيا الماء أو الأكوافوبيا، هو تعرُّض الطفل لتجارب سلبية متعلقة بالماء وهو في مرحلة الطفولة المبكرة: «ذِكر أخبار الموت المتعلقة بالماء أو المبالغة فيها أمام الطفل، ومشاهدة أفلام يحدث فيها حوادث غرق جماعية، وحتى الهزار غير المرغوب فيه بالماء مع الطفل.. كل ده بيعمل معاه عقدة وبيصيبه بفوبيا الماء».
من أبرز الأعراض التي تظهر على الأشخاص الكبار من المصابين بهذا المرض النفسي عند رؤيتهم للماء أو أي شيء يتعلق به، التعرق الشديد والهلع والارتجاف، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى الضغط وزيادة ضربات القلب: «الأعراض اللي بتظهر على الطفل المُصاب بفوبيا الماء بتكون عبارة عن خوف وبكاء شديد وأنه يثبت في مكانه ميتحركش ويكون معلَّق على كلمة واحدة بيرددها كتير بالإضافة أنه لو أتحرك هيحاول يتشبث بأحد والديه من شدة الخوف»، بحسب استشاري الصحة النفسية.
طرق لعلاج المصابين بفوبيا الماء
وأشار «هندي» أن الطريقة المثالية والصحيحة لعلاج المصابين بفوبيا الماء، تكون من خلال العلاج السلوكي وهو ما يتحدد في 3 مراحل، وهي: أولًا مرحلة «العلاج المعرفي»، ويتم فيها التحدث مع المُصاب ومناقشته بشيء من الهدوء والموضوعية واستبدال الأفكار السلبية لديه عن الماء بأخرى إيجابية، ثانيًا مرحلة «العلاج بالتعرُّض»، ويتم فيها مساعدة المُصاب على التعرض للماء بشكل تدريجي، وأخيرًا مرحلة «العلاج بالغمر»، ويتم فيها غَمر المُصاب في الماء لإجباره على العيش والتعامل مع أجواءه بشكل كامل: «لو المُصاب وصل لمرحلة العلاج بالغمر يبقى كدا تمام ويعتبر مشكلته النفسية اختفت».
ونصح استشاري الصحة النفسية، في نهاية حديثه، بعدم سرد القصص والخيالات المُفزعة عن الماء أمام الطفل بغرض إشعاره بالخوف أو السيطرة على رغباته: «الوالدين وخصوصًا اللي عندهم طفل وحيد دايمًا بيخوفوه من المياه علشان مينزلش البحر أو حمام السباحة وفاكرين أنهم كدا بيحافظوا عليه، إنما العكس لأنهم بيسببوا له الإصابة بفوبيا الماء».
تعليقات الفيسبوك