سيدة تغلف التمور
يجلسن داخل صالة كبيرة، أمامهن وبجوارهن أطنان من التمور المختلفة، يتناوبن المهام المختلفة لتنظيف وتغليف التمور، ويبتكرن أطعمة مختلفة تُحلى الفم وتسر العين، فهنا فتاة تفرز التمر وتعزل الفاسد، وأخرى تنزع النواة، بينما هناك من تحشو التمور باللوز أو أنواع أخرى من المكسرات أو الشيكولاته والقهوة، وأخريات يغطين التمر بالشيكولاته، ويضعنه فى الثلاجة حتى يجف، لتذهب تلك التمور إلى فتاة أخرى تقوم بتعبئتها وتغليفها.
يحكى على رجب عبدالنبى، صاحب مصنع لتعبئة وتغليف التمور بمحافظة الفيوم، أن نسبة 95% من العاملين بالمصنع من الفتيات، لأنّهن يتميزن بطول البال، والعمل بجد فى تلك المهنة، كما أنهن يتميزن بالحرص على النظافة، لذلك يعتمد عليهن المصنع فى العمل دائماً، ومعظمهن صغيرات يعملن ليتمكن من توفير أموال لشراء جهازهن، أو مساعدة أسرهن.
أنشأ «على» المصنع منذ عدة أعوام، ليقوم بتعبئة وتغليف التمور، ويحرص دائماً على تطوير منتجاته، فأدخل بعض الأطعمة على التمور مثل حشوها بالمكسرات أو القهوة، وتغليفه بالشيكولاته، وهو ما يُقبل على شرائه كثيرون، بخلاف التمر العادى.
وأضاف صاحب المصنع أن التمر يمر بعدة مراحل حتى يخرج فى صورته النهائية، حيث يبدأ بتسليم التمر من المورّد، ثم يدخل إلى الثلاجة ويخزن بداخلها، وبعد ذلك يدخل مرحلة التطهير والتبخير لإزالة أى شوائب منه، وتستغرق تلك العملية من 3 إلى 4 أيام، لتبدأ بعد ذلك مرحلة الغسيل والتلميع، ثم يُترك يوماً كاملاً ليجف، استعداداً لدخول مرحلة الإنتاج.
التقط عمر رجب عبدالنبى، شقيق «على» طرف الحديث، قائلاً: «مرحلة الإنتاج تبدأ بفرز التمر يدوياً، لإزالة أى شوائب منه، ثم إزالة النواة، ومن بعدها حشو التمر بالمكسرات مثل اللوز والبندق أو القهوة والشيكولاته، وتعبئة جزء منها، وإرسال الجزء الآخر للتغليف بالشيكولاته، ويتم تغليف كل تمرة على حده، أو وضعها فى علب بلاستيكية، ثم ترسل للتجار، موضحاً أنّهم يسعون للحصول على شهادة الـ«أيزو»، ليتمكنوا من التصدير.
وكشف «عمر» أن الفتيات العاملات فى المصنع يتم تعقيمهن بواسطة مواد مطابقة للمواصفات القياسية، ومُصرح بها من هيئة الأغذية، قبل دخولهن صالة الإنتاج، خاصة أنه يُمنع ارتداء أى جوانتى بلاستيكى خلال العمل فى حشو وتعبئة التمور، نظراً لأنها تلتصق بالقشرة الخارجية للتمر فتنزعها وتتسبب فى إفسادها، لذلك يتم تعقيم العاملين كل ساعتين.
تعليقات الفيسبوك