يعتبر تشكيل وتطويع الزجاج واستخدامه في صناعة المرايا والأبواب والصناديق، واحدا من الصناعات اليدوية الخطيرة وغير المنتشرة أو المتداولة بشكل كبير، ورغم ذلك استطاع «عبدالحفيظ» أن يتقنها ويبرع في تطويع الزجاج بمختلف أنواعه وأشكاله، ويحوِّله إلى كل ما يريده عملاؤه وزبائنه.
عبدالحفيظ عبدالسلام عبدالحفيظـ، يبلغ من العمر 26 عامًا، يعيش بقرية ميت العطار بمركز بنها بمحافظة القليوبية، ويعمل صنايعي للزجاج، بعدما نجح في افتتاح ورشته الخاصة قبل حوالي عامين، وبعد رحلة طويلة من تعلم تلك الصنعة استمرت لسنوات وما زالت متواصلة: «بشتغل في الصنعة دي من وأنا عيل في أولى إعدادي، قبلها حاولت أتعلم الحدادة بس محبتهاش، إنما الزجاج وقعت في حبه من أول نظره»، وفق ما يحكيه «عبدالحفيظ»، في حديثه مع «الوطن».
تعرف الصنايعي على أسرار وخبايا الزجاج من ابن عمه
تجرع «عبدالحفيظ» أسرار وخبايا تلك الصنعة من ابن عمه داخل ورشته بنفس القرية التي نشأ، قبل أن ينتقل للعمل بورشة كبيرة في مدينة بنها، كانت السبب في تطوير مستواه بتلك الصنعة بشكل أكبر: «من أول ما دخلت المهنة دي، وبحلم باليوم اللي هفتح فيه ورشتي، عشان كدا كنت طول الوقت بحاول أتعلم دايما كل جديد عشان اليوم ده».
في ظرف سنوات قليلة تعلم صنايعي الزجاج الكثير عن تلك المهنة، وفي نفس الوقت نجح أن يحصل على شهادة دبلوم الصنايع قسم إلكترونيات: «بعدها على طول خلصت جيشي، وبعدها الظروف المادية وقفت في طريق تحقيق حلم الورشة، فنزلت أشتغل في ورشة تانية في بنها، لحد ما ربنا كرمني وفتحت ورشتي».
عمر ورشة «عبدالحفيظ» عامين
ورشة ابن محافظة القليوبية عمرها حاليا عامين فقط، ورغم ذلك قدمت خدماتها للكثير من العملاء بمختلف قرى ومدن محافظة القليوبية، متخطية كل الصعوبات التي واجهتها في البداية افتتاحها: «الورشة فتحت في فبراير 2020، وبعد شهر واحد كانت الدنيا كلها قفلت بسبب كورونا، بس الحمد لله الدنيا مشيت وربنا كرمني من وسع».
تعرض صنايعي الزجاج لعشرات الإصابات خلال رحلته مع هذه المهنة، حسب ما يؤكده «عبدالحفيظ»، لكنه كان دائما يصر على استكمال رحلته مع تلك الصنعة ولا يبحث أو يمتهن غيرها: «اتعورت كتير أوي، أنا بشتغل في أخطر صنعة في مصر، في مرة لوح زجاج شال لحم الصباع الكبير بإيدي، ولحد دلوقتي سايب آثر، وفي مرة قطعة زجاج تانية، عملتلتي 5 غرز في دقني».
يحلم صنايعي الزجاج بمصنع
صنايعي الزجاج بعدما وصل إلى حلمه في افتتاح ورشته الخاصة، سقف طموحاته وأحلامه ارتفع، ويتمنى حاليًا أن يفتتح مصنعا لإنتاج الزجاج المرسوم والمحفور عليه: «هيحتاج تكلفة كبيرة أوي، بس أملي في ربنا كبير، وهعمل كل اللي عليا لحد ما أوصل لحلمي».
تعليقات الفيسبوك