التحول من العمل في صيدلية ومعمل تحاليل إلى سيدة أعمال، يحتاج إلى رحلة ليست بالقصيرة من الكفاح حتى تتوج في نهايتها بهذا النجاح، وهو ما يتجسد واقعيًا في حكاية كريمان سعيد، الطبيبة البيطرية ومؤسسة شركة وتطبيق إلكتروني، والتي امتهنت الكثير من المهن المختلفة، وقدمت في حياتها الكثير من مشاهد الكفاح والاجتهاد والمثابرة حتى حققت -جزءا كبيرا في نظر الكثيرين وصغيرا للغاية في نظرها- من أحلامها التي لا سقف لها كما تكشف الطبيبة البيطرية في حديثها مع «الوطن».
«وأنا في الكلية كنت بشتغل بجانب دراستي، وقفت في صيدلية ومعمل تحاليل، واشتغلت في مجال الدواجن ومجالات تانية كتير، وكمان شاركت زمايل ليا في فتح محل لمستلزمات الحيوانات الأليفة،»، بتلك الكلمات توضح «كريمان»، أبواب الرحلة التي أوصلتها إلى مؤسسة شركة وتطبيق.
تخرجت «كريمان» هذا العام في كلية الطب البيطري
كريمان سعيد، تخرجت هذا العام في كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، وصاحبة فكرة ومؤسسة تطبيق «GOVET» والشركة التي تديره، ووفقا لما ترويه الطبيبة البيطرية، فإن هذا التطبيق يقدم خدماته لأربع فئات، في مقدمتهم مُربو الحيوانات الأليفة، إضافة إلى منقذي الحيوانات الضالة وكذلك الأطباء البيطريين، إلى جانب أصحاب المشاريع البيطرية المختلفة سواء العيادات البيطرية أو أماكن بيع مستلزمات الحيوانات الأليفة.
التطبيق يمثل حلقة الوصل بين مربي الحيوانات الأليفة أو منقذها وبين الطبيب البيطري
وتعتمد فكرة التطبيق الذي أطلقته «كريمان» كما تشرح، على أن يكون حلقة الوصل بين مربي الحيوانات الأليفة، أوالشخص الذي يحاول إنقاذ أي حيوان ضال لكنه لا يعرف ما الذي من المفترض أن يقوم به، وبين طبيب بيطري يملك خبرة كافية للتعامل مع هذه المواقف، من خلال خدمة الفيديو كول، التي يتيحها التطبيق: «الطبيب بيقول للمربي أو المنقذ يتصرف إزاي بالظبط ويعمل إيه عشان ينقذ الحيوان اللي بيربيه أو اللي شاف في شارع أو أي مكان».
وفر التطبيق فرص عمل للعديد من الأطباء البيطرين
ونجح هذا التطبيق في توفير فرص عمل للعديد من الأطباء البيطريين، وهو ما تؤكد عليه صاحبة الـ 24 عاما، لافتة إلى أن التطبيق يقدم الكثير من الخدمات الأخرى، لمختلف الفئات التي يستهدفها، كما أنه وسيلة سهلة لحصول تلك الفئات على معلومات موثقة من متخصصين بدلا من الاعتماد على مواقع إلكترونية غير موثق عليها المعلومات التي تقدمها.
«كريمان» واجهت العديد من الصعوبات حتى خرج تطبيقها إلى النور: التطبيق اترفض 54 مرة
التطبيق بدأت العمل عليه الطبيبة البيطرية، قبل حوالي العامين حتى خرج إلى النور، حيث توصلت إلى الفكرة في بداية يناير من عام 2019، وقابلها الكثير من الرفض حتى وصلت إلى ما تريده، موضحة: «بعد ما نالت الفكرة استحسان وإعجاب كل الناس اللي عرفتها، وبعد ما جمعت داتا لكل حاضنات ومسرعات الأعمال اللي في القاهرة ومحافظات تانية، قدمت 54 مرة وللأسف كل مرة كنت بترفض، لأسباب مختلفة مرات لعدم وجود نموذج مبدئي، ومرات تانية لأني ماعييش فريق العمل، مرات أخرى لأن معنديش خبرة، لدرجة إني كنت كاتبة ورقة بعدد مرات الرفض ومعلقاها على باب أوضتي».
زمايل الدراسة آمنوا بفكرة «كريمان» ودعموها
كل هذا الرفض التي واجهته الطبيبة البيطرية، دفعها لعرض الفكرة على مجموعة من زملائها بالكلية، لعلها تجد من يؤمن بها وبفكرتها، قبل أن تتفاجأ بأن هذا ما حدث بالفعل، لتؤسس مع زملائها فريق عمل كل واحد منهم كان له دور كبير في خروج تطبيقها إلى النور وتأسيس شركتها المتواجدة حاليًا: «بمجرد ما لقيت ناس مؤمنة بيا، كنت بشتغل وبمتحن في نفس الوقت، عشان أوفر الفلوس اللي هعمل بيها الشركة، غير الكورسات الكتير الأون لاين اللي خدتها، عشان نعمل كل حاجة صح».
دعم الأهل أوصل «كريمان» لحلمها
تؤمن الطبيبة البيطرية، أنه لولا توفيق الله سبحانه وتعالى، ودعم أهلها ما كانت ستصل إلى هذه النتيجة على الإطلاق، كاشفة نهاية حديثها مع «الوطن»، عن أن والديها قدما لها كل الدعم المادي والمعنوي حتى تحقق هذا الحلم، كما أنهما كانا الأكثر تصديقا وإيمانا بفكرتها، موضحة أنهما بمثابة المثل الأعلى إليها، كما أنها تعلمت منهما الكثير ومازالت تتعلم، مُقدمة إليهما كل شكرها على ما فعلاه لها وما زالا يفعلانه صبيحة كل يوم من حياتها.
تعليقات الفيسبوك