​

تزامناً مع احتفال رهبان دير سانت كاترين، في محافظة جنوب سيناء، بذكرى استشهاد «القديسة كاترين»، وهي الاحتفالات التي تستمر على مدى يومي الأربعاء والخميس، تسلط «الوطن»، في هذا التقرير، الضوء على ما يذخر به دير سانت كاترين من كنوز وأسرار لا تُقدر بثمن.

تجري الاحتفالات داخل «كنيسة التجلي»، التي تعتبر واحدة من أهم الكنائس التاريخية في العالم، وليس في الدير فقط، والتي تضم مكتبة الدير، بما تحتويه من كنوز وأسرار لا يعرفها الكثيرون، وهي تعتبر مكان الترفيه للرهبان، حيث يقضون أوقاتهم في قراءة الكتب التاريخية في كل المجالات، وخاصةً كتب الكهنوت، كما أنها نقطة العلم والتعلم والترويح للرهبان.

جرى تطوير مكتبة الدير ضمن خطة تطوير دير سانت كاترين، وجري افتتاح المكتبة في مثل هذا اليوم عام 2017، بحضور العديد من الوزراء والسفراء.

موقع مكتبة دير سانت كاترين وأهميتها

فور دخول الباب الصغير المطل علي حديقة الدير، تجد بعض الدرج على اليمين في مواجهة بئر موسى عليه السلام، الطريق إلى المكتبة قد يستغرق من 5 إلى 7 دقائق، حيث تُعتبر المكتبة وحدة معمارية داخل الدير، وتقع في الدور الثالث من بناء قديم جنوب كنيسة التجلي.

الدكتور محمود عثمان، مفتش أثار سانت كاترين يقول لـ«الوطن»، إن مكتبة دير سانت كاترين لها أهمية كبيرة لدى الرهبان من الناحية الروحية والعلمية، حيث يقضون معظم أوقاتهم فى قراءة الكتب الدينية والكهنوتية.

وأضاف أن تاريخ المكتبة يرجع للقرن السادس، وتضم مجموعة مهمة وفريدة من الوثائق والمستندات الدينية والتاريخية، فضلاً عن المخطوطات الدينية والتاريخية والجغرافية والفلسفية.

محتويات مكتبة دير سانت كاترين

وأكد مفتش أثار سانت كاترين أن أعمال التطوير بالمكتبة تضمنت رفع كفاءة وإعادة فهرسة المخطوطات بها، حيث تضم كنوزاً تاريخية لا تقدر بثمن، وهي تعتبر المكتبة الثانية بعد مكتبة الفاتيكان، من حيث القيمة التاريخية والمخطوطات النادرة، موضحاً أن مكتبة دير سانت كاترين تحوي ما يقرب من 6 آلاف مخطوطة، بالإضافة إلى ما يزيد على ألف كتاب حديث، منها 2319 مخطوطة يونانية، و284 مخطوطة لاتينية، و600 مخطوطة عربية، و86 مخطوطة جورجيانبة، وهى مخطوطات دينية وتاريخية وجغرافية وفلسفية، وأقدم هذه المخطوطات تعود للقرن الرابع الميلادي.

وأضاف «عثمان» أن أقدم مخطوط بالمكتبة هي التوراة اليونانية، المعروفة باسم «كودكس سيناتيكوس - codex Sinaiticus»، وهي نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية، كتبها أسبيوس أسقف قيصرية عام 331،  تنفيذاً لأمر الإمبراطور قسطنطين، ثم أهداها جستنيان للدير عام 560، واكتشفها فى الدير تشيندروف، روسى الجنسية، عام 1869، في عهد المطران كالستراتس.