بخيتة حفني تبيع اللب على الرصيف
قررت الزواج منه رغم علمها بضيق حاله وكثرة الجراحات التي خضع لها، هكذا قررت بخيتة حفني، أن تشق طريقها مع زوجها وبناء حياتهما من الصفر، وتحقيقًا لذلك قررت صاحبة الـ51 عامًا، العمل في بيع اللب والتسالي على الأرصفة، لا تهتم سوى بخدمة أسرتها، دون أن تعرف الراحة طريقا لها منذ سنوات عديدة.
منذ 30 عامًا بدأت قصة كفاح «بخيتة» عندما وقفت إلى جانب زوجها، لتخفف عنه حملًا ثقيلًا، فذهبت إلى أحد النجارين وصممت شيئًا يشبه المقلة، وهي عبارة عن صندوق خشبي مقسم إلى أجزاء، لتضع في كل خانة نوع من التسالي ومنها اللب بأنواعه والسوداني المحمص: «زوجي شغال عامل نظافة، ومن قبل ما يتقدملي كان عامل عمليتين، وبعد الجواز عمل 3 عمليات منها الفتاق، لازم أساعده وأحسسه إنه مش لوحده».
تأخذ «بخيتة» كل يوم المقلة الصغيرة بعد شراء بضاعتها من أحد التجار، وتذهب إلى رصيف فيصل بمحافظة الجيزة، تجلس على قطعة من الكرتون ولا يهمها حر الصيف أو برد الشتاء، فهي تعلم أن الله لن ينساها، وتظل في مكانها حتى إذا فرغت من بيع التسالي، تذهب إلى منزلها لتقوم بواجباتها تجاه أولادها: «مش بشتري كميات كبيرة بجيب 2 كيلو لب من كل نوع وكيلو سوداني، ولما يخلصوا أجيب غيرهم، ببيع القرطاس بـ2 جنيه، واللي عايز بجنيه بديله مبقولش لحد لأ».
تشعر «بخيتة» بالرضا الدائم خاصة بعد دعمها لزوجها، وقدرتها على تعليم أولادها الـ6، بعد شقى 30 عامًا على الأرصفة، وتعتبر أن كل أحلامها تحققت برؤية ذريتها الصالحة المليئة بالبركة: «أنا بشتغل من أيام ما كان كيلو اللب بـ75 قرش، والحمد لله علمت عيالي وكبرتهم مع زوجي، وعمرنا ما خدنا جنيه من حد راضيين بالمقسوم لنا على طول».
«بخيتة» مثال للمرأة القوية، فرغم مرورها ببعض العقبات الكبيرة إلا أنها لم تتعثر، وظلت في طريقها خاصة بعد تعرض منزلها للهدم وإعطائها التعويض المناسب، انتقلت للعيش في منزل آخر بقرية برك الخيم وهي إحدى القرى التابعة لمركز كرداسة بمحافظة الجيزة، لتعيش على رزق زوجها وبيعها للتسالي التي تتحصل منها على 30 أو 40 جنيهًا في اليوم، حسب كلامها.
تعليقات الفيسبوك